من حرية الصحافة إلى حرية الإعلام.. إدخال كافة وسائل الاتصال الجماهيرية التي تنقل الخبر والرأي والمشاعر والقناعات إلى الجماهير ضمن مفهوم الصحافة

من حرية الصحافة إلى حرية الإعلام:
لقد قامت محاولات عديدة من قبل اللجان المختصة وشراح القانون لدمج حرية الإعلام في حرية الصحافة وذلك منذ عام 1947م عندما نشرت لجنة حرية الصحافة في شيكاغو تقريرها الذي قالت فيه: يمكن إدخال كافة وسائل الاتصال الجماهيرية التي تنقل الخبر والرأي والمشاعر والقناعات إلى الجماهير ضمن مفهوم الصحافة.

كما يذهب كثير من الفقهاء في القانون إلى أن حرية الإعلام هي: حرية تلقي الأخبار والمعلومات ونشرها عن طريق الصحافة والإذاعة والتلفاز والسينما.

ويعرف الدكتور مصطفى المصمودي حرية الإعلام بأنها: حرية التفكير والتعبير وحرية الانتفاع بالإعلام واستخدام حق الرد وحماية الحياة الخاصة وحتى حرية رفض الاتصال.

ويعرفها سجاد الغازي الأمين المساعد لاتحاد الصحفيين العرب بأنها: حرية البحث عن المعلومة وحرية التعبير عن الآراء ونشر المعلومات بمختلف الوسائل وحرية الحصول على المعلومة.

ويعرفها جمال الدين العطيفي بأنها حرية استقاء المعلومات والتعليق عليها وحرية نشرها.

ومما سبق يتبين أن المقصود بالحرية الإعلامية هي الحقوق الممنوحة لوسائل الإعلام لممارسة نشاطها والوصول إلى أهدافها.

كما يجب ملاحظة أن هذه الحقوق الممنوحة لوسائل الإعلام تتراوح بين النسبية والإطلاق حسب المناخ السياسي والاجتماعي أو الديني الموجودة فيه تلك الوسائل أو حسب انتشار الوسيلة الإعلامية، فما يجوز أن يعرض في دور السينما لا يجوز عرضه عبر القنوات الفضائية وما يجوز نقله بالصوت قد لا يجوز نقله بالصورة.

وبعد الاطلاع على عدة مفاهيم حول الحرية الإعلامية فإنه يتبين أن معظم التعريفات للحريات الإعلامية تدور حول انعدام القيود على وسائل الإعلام لممارسة أعمالها وأداء رسالتها.

ويرى الباحث أن المفهوم الصحيح للحرية الإعلامية هو وضع الضوابط لها وانعدام القيود عليها، فوضع الضوابط حتى لا تصادر هذه الوسائل حريات الآخرين. وانعدام القيود حتى لا تصادر حرية تلك الوسائل.

وكما يجب على الإعلام الحر أن يكون وافر المعلومات فإن عليه أيضاً أن يكون منصفاً وذا رأي متين وعميق وذوق وحذق وأن لا يخفي أو يشوه شيئاً.

وحين نجد أن النظريات الإعلامية تناقض بعضها بعضا حول موضوع الحرية الإعلامية فإننا نجد التوجيهات الإسلامية تجمع خلاصة ما لديهم من حق وصواب وتنفي ما كان غثاً منها بل إن لها مميزات خاصة تحكم نشاطها وتحدد أهدافها لتميزها في المصدر والمنطلقات والاتجاهات. وهذا ما سنحاول توضيحه في هذا البحث بإذنه تعالى.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال