تطبيق المقاربة بالكفاءات.. القدرة على تطبيق مجموعة منظّمة من المعارف والمهارات والمواقف التي تمكّن من تنفيذ عدد من الأعمال

إنّ المقاربة بالكفاءات تترجم أهمّية العناية بمنطق التعلّم المركّز على التلميذ وأفعاله وردود أفعاله إزاء الوضعيات المشكلة، في مقابل منطق تعليم يرتكز على المعارف التي ينبغي إكسابها للتلاميذ.

يتدرّب التلميذ في المقاربة بالكفاءات على التصرّف (البحث عن المعلومة، تنظيم وضعيات وتحليلها، إعداد فرضيات، تقويم حلول...) وفق الوضعيات المشكلة المختارة من الحياة اليومية التي يمكن أن تحدث له.
وهذه الوضعيات المكوّنة للوضعيات التعلّمية هي فرصة لتنصيب وتعزيز الكفاءات.

وتُعرّف الكفاءة على أنّها القدرة على تطبيق مجموعة منظّمة من المعارف والمهارات والمواقف التي تمكّن من تنفيذ عدد من الأعمال taches.

إنّها القدرة على التصرّف المبني على تجنيد واستعمال مجموعة من الموارد استعمالا ناجعا.
ويتّضح من هذا المثال أنّ المعارف (محتويات البرامج) لم تهمل، لكنّها لا تشكّل غاية في حدّ ذاتها. إنّها تتدخّل خاصّة بصفتها (النفعية) أو (كأداة)  لكونها من مركّبات الكفاءة، وكمورد.

وتمكّننا العبارة (القدرة على التصرّف) من التمييز بين (الكفاءة) و(المهارة) التي تتميّز بمحدودية المدى وملازمة موضوع ممارستها أكثر من (القدرة على التصرّف).

وتشكّل الكفاءات المطلوب تنصيبها أو تنميتها (خاصّة بالمواد أو عرضية) معيارا لاختيار الوضعيات التعلّمية، والأهداف التي ينبغي تحقيقها. وتجنّد حول هذه الوضعيات والأهداف المحتويات والوسائل التعليمية وإجراءات التقويم.
   
ولا يخلو اختيار المدخل إلى التعلّمات عن طريق الكفاءات من انعكاسات على منهجية إعداد البرامج (بمفهوم المنهاج)، وعلى المقاربات التعليمية didactique للكتب المدرسية، وعلى وظائف التقويم الذي تفرضه المقاربة الجديدة.

فالنموذج المندرج ضمن هذه المقاربة المركّزة على نشاطات التلميذ في حلّ المشكلات يفرض على معدّي المناهج التكفّل بالمشاكل التي تطرحها هذه الانعكاسات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال