المنظومة التربوية وتحدّي مجتمع الإعلام والاتّصال.. تدريب التلميذ خلال تمدرسه على استخدام وسائل الاتّصال في عملية البحث عن المعلومة بنفسه واستغلالها

يقوم التطوّر المذهل لتكنولوجيات الإعلام والاتّصال TIC بالتحويل الجذري للعلاقات بين البشر، بل حتّى طبيعة العمل في حدّ ذاته، وسيرورة الإنتاج وطرق الاستهلاك.
ونظرا للتطوّر الخارق لوسائط المعرفة ووسائل نشرها، فإنّ المدرسة قد فقدت نهائيّا مكانتها كقلعة للمعرفة، وتحوّلت وظيفتها بشكل كبير.
وفي هذا الإطار، على المناهج التربوية أن تدرج تكنولوجيات الإعلام والاتّصال في التربية (بشكل متدرّج ومبكّر) كمواضيع للدراسة، وكسند تعلّمي، فتكون عاملا مساعدا في العلاقة البيداغوجية بين المدرّسين والتلاميذ، وفي مسار استقلالية هؤلاء.
وعلى المؤسّسة التربوية أن تدرّب التلميذ خلال تمدرسه على استخدام وسائل الاتّصال في عملية البحث عن المعلومة بنفسه واستغلالها، وذلك بهدف التكيّف مع التغيّرات، وتطوير نفسه بالتفاعل مع محيطه.
إنّ المناهج المدرسية، والنشاطات المختلفة لتنمية وازدهار شخصية التلميذ، وكذا تنظيم المدرسة وتفتّحها على المحيط مطالبون بإدراج هذه الأهداف.
فالتلميذ الجزائري أصبح الآن يسبح في بحر من الأصوات والصور التي توفّرها التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتّصال التي تساهم عمليا في بناء مخيّلته وعالم اللاوعي لديه.
وفي هذا السياق، فإنّ الإشكـاليات التقليدية (المتصارعة عادة) قد تغيّرت تغيّرا جذريا، وعلى المدرسة أن تتدخّل من قبل ومن بعد، وذلك بتزويد التلاميذ بشبكات القراءة النقدية للوثائق المختلفة الأنماط التي يتلقّونها.
وعلى المدرّسين أن يزوّدوهم بالأدوات الفكرية والوسائل المادّية الضرورية لهذه القراءات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال