الرمزية والانزياح في مقتطعات الرنين.. كسر الحدود الفاصلة بين دلالات الكلمات وتبادل وظائف دلالات المفردات عن طريق العلاقات الرمزية

الرمزية والانزياح: في هذا الجانب وأمام العدد الهائل من المفردات المتنوعة والغربية والتراكيب غير الناجزة يجاور الشاعر بين مفردات لايمكن الجمع بينها على سبيل السياق المألوف، ويتعدّى هذا الأمر المفردات إلى التراكيب التي تتالى دون رابط منطقي بينها. وهذا مما يُحسب للعمل؛ فالشعر يعني كسرَ المألوف من خلال بناء علاقات غير منطقية أو مألوفة بين المفردات والتراكيب. وهذه الميزة تؤدّي إلى ميزة أخرى تتمثّل في كسر الحدود الفاصلة بين دلالات الكلمات، فلم تعد المفردات الخاصّة بالإنسان خاصة به، وكذلك الخاصة بالصحراء خاصة بها؛ أعني لقد اعتمد الشاعر لتأكيد ذلك على تبادل وظائف دلالات المفردات عن طريق العلاقات الرمزية، والمجاز، والانزياح في الدلالة. ولابد من الإشارة إلى أن الشاعر يبالغُ أحياناً في هذا الجانب، فتخرج العبارة من الشكل الفني الجميل إلى الشكل الفني القبيح. ويمكن إضافة المفارقة إلى ميزتي الانزياح والرمزية ؛ فالشاعر يمهّد -أحياناً في بداية النص أو خلاله- بشيء فنتوقع الشيء الذي يتلوه، ثم يأتي بشيء آخر غير متوقع، وقد لايكون له علاقة بما سبقه. وهو ينجح أحيانا ًولاينجح في أحايين كثيرة. وأعتقد أن هذا الأمرَ عائد إلى حدائة تجربة الشاعر في الكتابة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال