على أساس التشخيص، والتوجّهات العالمية المميّزة في هذا المجال، والاهتمام بجعل هذا التعليم مطابقا للغايات التربوية للمنظومة الوطنية، فقد ظهرت توجّهات هامّة ومفيدة لتحسين نوعية التربية الرياضية والعلمية والتكنولوجية:
1- الإدراج المبكّر لنشاطات الإيقاظ العلمي والتكنولوجي بهدف تعلّم التلاميذ - منذ الصغر- الملاحظة، والاستدلال، والتجريب لبناء معرفة أوّلية حول أشياء طبيعية أو تقنية في الحياة اليومية؛
2- تعليم الأطفال – من خلال التجربة والملاحظة البسيطة – المناقشة والتعليل والتعاون، وبعبارة أخرى تعلّم ممارسة نقاش الأفكار مع احترام الغير والوقائع؛
3- البناء التدريجي والجماعي للحقائق العلمية التي تشكّل وسيلة لتعزيز التعلّمات الأساسية من خلال امتلاك اللغة الرياضية واللغة العلمية والتكنولوجية؛
4- تعلّم كيفية إعداد نظام تصوّري (conceptuel) خاصّ بميدان من ميادين المعرفة، والتمفصل بين المواد، وذلك بنقل المعلومات المكتسبة بطريقة متفرّقة إلى مفاهيم خاضعة للسلّم العلميّ. ولهذه النشاطات العلمية التصوّرية آثار طيّبة:
- الانتقال من نقل واكتساب المعارف إلى تكوين الكفاءات العلمية التي تمكّن الفرد من إيجاد استعمالات متنوّعة للمعارف العلمية في الحياة المدرسية والاجتماعية والمهنية،
- الانتقال من المعارف إلى الفكر والقيم العلمية. ولا تقتصر مكتسبات التلاميذ على المبادئ، والنظريات، والقوانين... الخ، بل تأخذ بعدا اجتماعيا وإنسانيا.
ولتحضير أبنائنا لمواجهة هذه الصعوبات والمساهمة في حلّها، فإنّ تعليم وتعلّم المواد العلمية والتكنولوجية تتميّز بالغايات الآتية:
1- الغاية الأولى هي إعطاء التلميذ عناصر التربية والثقافة العلمية والتكنولوجية الضرورية لفهم العالم المحيط به.
فثراء الطبيعة الخارق وتعقّد التقنية يمكن أن نصفهما في عدد محدود من القوانين الكونية والمفاهيم الموحِّدة التي توفّر تمثّلا منسجما للكون. ومن المفروض أن تمكّنه هذه التربية العلمية من اكتساب موقف مسؤول ومعقول (raisonné) تجاه الأحداث الطبيعية، مثل الكسوف والخسوف، الزلازل ...الخ؛
2- الغاية الثانية لتعليم العلوم والتكنولوجيا تتعلّق بالتربية إلى المواطنة.
يساهم هذا التعليم في جعل التلميذ مسؤولا في مجال الصحّة والبيئة وفي الاختيار التكنولوجي، ويمكّنه من اتّخاذ موقف أكثر معقولية تجاه مسائل الاستهلاك، مشاكل الماء، الطاقة، الأوبئة، الصور والمعلومات المستقاة من وسائل الإعلام حول العالم الطبيعي، والتكنولوجيا والعلوم؛
3- الغاية الثالثة لتعليم العلوم والتكنولوجيا هي تزويد المتعلّم بكفاءات نظرية وتطبيقية التي تمكّنه من إعداد مشروع مستقبله، والاختيار عن دراية لتوجيهه بعد مرحلة تكوينية؛
4- وتعليم العلوم والتكنولوجيا في الابتدائي والمتوسّط إنّما أدرج لتحبيب العلم للتلاميذ، وذلك بإفهامهم ما هو المسعى الفكري، وتطوّر الأفكار، والبناء التدريجي للمعارف العلمية والتكنولوجية.
فالهدف إذن هو تقديم تعليم تكويني وليس تعليما انتقائيّا، ولا بدّ من إعطاء الأولوية للمظهر الثقافي.
التسميات
غايات تعليمية