التربية الإسلامية والعلوم الإسلامية.. دعم الهويّة والشعور بالانتماء وتنمية روح التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي رغم الاختلافات

تعلّم هذه المادّة من السنة الأولى ابتدائي إلى السنة الثالثة ثانوي تحت عنوان "التربية الإسلامية"، وتتمتّع بحجم ساعي: ساعة ونصف أسبوعيا في التعليم الابتدائي، ساعة واحدة في المتوسّط والثانوي.

على البرامج الجديدة أن تحدث قطيعة مع ما كان يدرّس في هذه المادّة سابقا، والذي كان في بعض الأحيان يتناقض مع حاجات الطفل ونموّه النفسي وقدرات استيعابه (مواضيع تتعلّق بالموت وعذاب القبر، الطلاق، العنف…الخ).

ينبغي أن يركّز تعليم الدين على القيم الإنسانية التي يحثّ عليها الإسلام السمح: التسامح، الكرم، الأخلاق الحميدة، العمل والاجتهاد الفكري، الأولوية للبعد الروحي...

وينبغي أن تتّحد هذه المادّة وتنصهر في مادّة واحدة مع التربية المدنية تحت عنوان "التربية الخلقية" في السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية.

ثمّ يجب أن يتوجّه تعليمها نحو اكتساب أو تعزيز السلوكات السليمة لدى التلميذ، وتعلّم الأركان الخمسة للإسلام، بالرجوع إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة للاستشهاد والتعليل.

وفي السنوات الأخيرة من الابتدائي وفي المتوسّط، تدرج هذه المادة شيئا فشيئا المبادئ المتعلّقة بممارسة الشعائـر الدينية والتعاليم الأساسيـة للإسلام والممارسات المدنية.
لكنها ينبغي أن تبقى مركّزة على القيـم الإنسانية والأخلاقية، وعلى تدعيم السلوك السليم. 

وبداية من السنة الأولى ثانوي، يجب أن يتطوّر هذا التعليم نحو تعليم فلسفي وحضاري للإسلام، ودراسة مختلف التيارات الفكرية والمدارس، وكذا مبادئ الديانات الأخرى حتّى يكتسب التلميذ ثقافة أوسع في هذا  المجال، ويتفتّح فكره ويتحلّى بالتسامح مع الغير ومع الديانات والثقافات الأخرى.

ومن الطبيعي أن يندرج هذا التعليم في مجال أوسع، مجال العلوم الاجتماعية، خاصّة مع تعليم التاريخ الذي ينبغي أن يتناول الحضارة الإسلامية، وأن يساهم مع (التعليم النظري) لدعم الهويّة والشعور بالانتماء، بالإضافة إلى تنمية روح التسامح وقبول الآخر، والتعايش السلمي مهما كانت الاختلافات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال