حث المدرس للطالب على العلم وتحريضه عليه.. تعويدهم على القراءة من خلال توجيههم لكتب مفيدة ومشوقة

إن غرس حب العلم، والعناية به من أهم الصفات التي ينبغي أن يتسم بها المدرس، وهي وصية يوصي بها المعلمَ مَنْ سلف من أهل العلم. قال الإمام النووي: "وينبغي أن يرغبه في العلم، ويذكره بفضائله وفضائل العلماء، وأنهم ورثة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ولارتبة في الوجود أعلى من هذه" (المجموع شرح المهذب (1/30).
وفي عصرنا الحاضر تزداد القضية تأكيداً، وتستحق مزيداً من الرعاية والعناية؛ إذ كثرت الصوارف والشواغل للجيل المعاصر من الملاهي ووسائل قضاء الشهوات، مما يجعل العلم والعناية به في مرتبة متأخرة من اهتمامات الطالب، هذا إن وجد ذلك أصلاً.
والترغيب في العلم والحث عليه ليس بالضرورة حكراً على طريقة واحدة تتمثل كما يتصور البعض بالحديث النظري المستفيض عن فضائل العلم وأهله، وعن تقصير الجيل الحاضر في ذلك.
إن مثل هذا الحديث مطلب له أهميته، لكن حين نضيف لذلك عنايتنا بغرس حب العلم عند تلامذتنا من خلال إعطائهم المزيد مما يشد انتباههم من الفوائد العلمية، وتعويدهم على القراءة من خلال توجيههم لكتب مفيدة ومشوقة. وحين يلمسون عنايتنا نحن بما نقدمه لهم، ويرون أثر العلم على ما نقدمه، ونضيف لذلك كله نماذج من سير أهل العلم وعنايتهم به؛ إننا من خلال ذلك كله يمكن أن نسهم في دفع الهم العلمي لدى طلابنا مرحلة أعلى مما هي عليه في الواقع.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال