أثبتت الدراسات الحديثة حاجة المربي إلى الترهيب، وأن الطفل الذي يتسامح معه والداه يستمر في إزعاجهما، والعقاب يصحح السلوك والأخلاق، والترهيب له درجات تبدأ بتقطيب الوجه ونظرة الغضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة والهجر والحبس والحرمان من الجماعة أو الحرمان المادي والضرب وهو آخر درجاتها.
ويجدر بالمربي أن يتجنب ضرب الطفل قدر الإمكان، وإن كان لا بد منه ففي السن التي يميز فيها ويعرف مغزى العقاب وسببه.
يتولد من سوء التربية بأساليب مغلوطة و خاطئة جيلا ذو نزعة أقرب منها إلى المرض النفسي المزمن أو المستعصي وهذه تسمية يمكن أن تضاف إلى قائمة الأمراض المزمنة أو المستعصية.
فمن غير الطبيعي أن ينشأ إنسان طبيعي بوسط ترهيبي ويستخدم العصا كحل أمثل للتربية هذه ما هي إلا نقل موروثات اكتسبت من جراء ما نشئوا فيه وبالتالي سنجد صعوبة بالغة في التعامل مع إنسان يعاني ألمًا وكبت نفسي دفين...
إن التربية التي تجعل العصا أداة التقويم ماهي إلا وسيلة لاستهلاك الفرد ذاتيًا ورميه في زنزانة مملوءة بالتشكيك بقدراته وبالتالي خلق إنسان مهزوز ليس لديه أي ثقة بنفسه بل ولا يبحث عن ذاته ليقومها بما يناسبها و يفتقر لمعرفة ما يريد وما يطمح أن يكون وكيف يواجه الواقع...
ومن جراء البحث في الدراسات حول مواضيع العنف وتأثيراتها وأنواعها وجدت إن بعض الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون وأمنيون قد دعوا إلى الحذر من المخاطر الجسيمة التي يسببها العنف الأسري على وحدة الأسرة والمجتمع، مبينين أن العديد من حالات العنف الأسري كانت سببًا في تفكك الأسرة ونشوب الخلاف بين الزوجين أو انفصالهما، وعدت جرمًا يخالف الشرع القويم، والسلوكيات والقيم الحميدة التي حثّ عليها ديننا الإسلامي.
وجراء استمرار البحث وجدت أن الخبراء قسموا العنف إلى قسمين: العنف اللفظي.. كالشتم وما أشبه ذلك، والقسم الثاني العنف البدني ويشمل التحرش البدني، والضرب، موضحين أن ظاهرة العنف تعكس في طياتها الانحطاط الأخلاقي والفقر الاقتصادي، وضعف الحجة والبرهان، لأن الإنسان السويّ خلقيًا والقوي فكريًا لا يحتاج إلى العنف بل الحجة والبرهان.
وتبين من هذه الدراسات أن العنف هو الدمار الأول في التشرد سواء للكبار أو الصغار حيث إن ما يخلفه العنف نفسيًا على الكبار يعكس سلبًا على تعاملهم مع الصغار بقسوة وحدة عند أي فعل يصدر منهم وهذا بالتالي يخلف لنا جيلًا مرهق نفسيًا ويعاني النقص الذي يحاول أن يمليه بتصرفات ضارة بالمجتمع...
التسميات
التربية بالترغيب