المسرح الشعري.. كتابة المسرحية بأسلوب شعري مع مراعاة الوزن والقافية وزيادة القيود على المؤلف

في المسرح الشعري تكتب المسرحية بأسلوب شعري وهذا الأمر ليس سهلا لأن القيود فيه تزداد على المؤلف.
فالحوار الشعري ليس بالسهل لأنه يراعي الوزن والقافية وغير ذلك من مقاييس الشعر ولايجب أن يتحول إلى الغناء.
رائد المسرح الشعري / أحمد شوقي – (كليوباترا) والمسرح الملحمي = و صلاح عبد الصبور (مأساة الحلاج).

ويعد أحمد شوقي، أمير الشعراء، أول من ابتكر الشعر المسرحي، فهو رائده الأول ـ رغم أن أبا خليل القباني قد كتب قبل شوقي مسرحيتين، لكننا و للنثر المتراكم فيهما لا نستطيع ادراجهما في المسرح الشعري.

و أحمد شوقي ، مجدد الشعر العربي مع حافظ و البارودي من قبلهما ، قد كتب مسرحياته الشعرية في أواخر حياته ، بعد اعتلائه إمارة الشعر عام 1927م، لكنه كان قد بدأ هذه الخطوة الجريئة قبل ذلك بسنوات عندما تم ابتعاثه إلى فرنسا لدراسة الحقوق بجامعة مونبلييه حيث رأى هناك، في عاصمة النور كما تسمى، ألوان الحضارة و الفنون، و منها المسرح؛ و المسرح الكلاسيكي الفرنسي بالذات، فبدأ بكتابة مسرحيته "على بك الكبير" لكنه لم يتمها و أهملها، ثم عاد إلى مصر لينخرط بالعمل الوطني والدفاع عن مصر ضد المحتل الأجنبي، رغم رعاية الخديوية له و مدحه لهم بقصائد غزيرة، وقد نفي إلى الأندلس ثم عاد عام 1919م ليواصل مسيرته الشعرية والنضالية والسياسية، حتى كان عام 1927م عندما تمت مبايعته على إمارة الشعر.

و يبدو أن المدارس الشعرية الحديثة و تقلبات العصر و ظروفه، و محاولة البحث عن شيء جديد جعلته يتجه لتكملة مشروعه القديم "المسرح الشعري"، فقام ـ خلال فترة مرضه ( 1930م) ـ بتأليف عدد من المسرحيات: "مجنون ليلى" و "قمبيز" و "الست هدى" و "البخيلة"، كما أتم مسرحيته "علي بك الكبير" التي بدأها قبل ذلك بسنوات.

و بالإضافة لهذه المسرحيات الشعرية، كتب "مصرع كليوباترا" و "عنترة" ، و أيضا "أميرة الأندلس" و هي المسرحية النثرية الوحيدة التي كتبها شوقي، و على ما يبدو أنه بدأها منذ مرحلة سابقة عندما كان منفيا إلى الأندلس.

في كل هذه النصوص المسرحية التي ألفها شوقي ، يتضح تأثره ـ كما أسلفنا ـ بالمسرح الفرنسي الكلاسيكي، و ذلك باستثناء نصي "الست هدى" و "البخيلة"، حيث استمد أحداث مسرحياته من وقائع تاريخية و تراثية.

و لعل أهم ما يميز مسرحيات شوقي، أنها لم تأت لتروي أحداثا تاريخيا صرفة ، فقد توخى شوقى في مسرحياته البنية الدرامية من ترتيب منطقي للأحداث و قواعد درامية كالتشويق و العقدة و الحل مما جعله يبتعد عن الحقيقة التاريخية المؤكدة لتلك الشخوص، كما فعل في مسرحيته "مصرع كليوباترا"، و من المميزات الأخرى التي تميز مسرحيات شوقي، تلك العاطفة "الحب" الكبيرة التي شحن بها قلوب أبطاله، مما جعل من مسرحه يقترب من المدرسة الرومانسية كثيرا.

على أن السمة الأخيرة تتضح في فشل شوقي بعدم إيجادته رسم الشخصيات الدرامية و تصوير ملامحها، كما هو الحال مع الرومانسيين.

و هذا مأخذ يتخذه النقاد المسرحيون على شوقي، كما أن هناك مآخذ أخرى اتخذت عليه ، كتغييره الأحداث التاريخية ـ كما ذكرنا ـ و اتخاذه الفترات الضعيفة من تاريخ الأمم.

و هناك معاكسته للعادات العربية التي كانت موجودة، عندما جعل ليلى، في مجنون ليلى، تقدم قيس لإحدى زميلاتها.

على العموم، فشوقي هو رائد المسرح الشعري، و قد جاء من بعده عزيز أباظة ليقدم المسرح الشعري في صورة أكمل من الصورة التي بدأها شوقي الذي قدم مجموعة من المآسي: مصرع كليوباترا، عنترة، مجنون ليلى، قمبيز، علي بك الكبير، و ملهاتان عصريتان: الست هدى والبخيلة.
 
أهم مسرحيات أحمد شوقي:
- مسرحية مصرع كليوباترا أخرجها سنة 1927.
- مسرحية مجنون ليلى (قيس وليلى).
- مسرحية قمبيز كتبها في عام 1931 وهي تحكي قصة الملك قمبيز.
- مسرحية علي بك الكبير.
- مسرحية أميرة الأندلس.
- مسرحية عنترة.
- مسرحية الست هدى.
- مسرحية البخيلة.
- مسرحية شريعة الغاب.
وفي رصيده الروائي رواية بعنوان الفرعون الأخير.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال