الوظيفة الإيديولوجية للمدرسة.. أداة لإعادة إنتاج الثقافة والنظام السائد والقيم والعلاقات الاجتماعية السائدة. الترويض الاجتماعي وإعادة إنتاج نفس أنماط الفكر والسلوك

لقد تبين لنا من خلال الممارسة الميدانية وكذلك من خلال الفلسفة التربوية التي تتبعها كل دولة اتجاه مدارسها، أن للمدرسة وظيفة أخرى تكتسي طابعا إيديولوجيا لكونها تعتبر أداة للإدماج وقنطرة تمرر من خلالها الدولة سياساتها الأمنية وهي أداة لهيمنة الوظيفة الرسمية لنقل المعارف...

وهي كما قال السوسيولوجي الفرنسي بيير بورديو في كتاب مع باسرون: إعادة الإنتاج la reproduction، أداة لإعادة إنتاج الثقافة والنظام السائد.

وهي جهاز إيديولوجي مهمته نقل وترسيخ أفكاره المهيمنة وذلك لإعادة إنتاج تقسيمات المجتمع الرأسمالي وجعل النخبوية عملا مشروعا، وبالتالي إعادة إنتاج القيم والعلاقات الاجتماعية السائدة.

وهكذا فالنظام التربوي في نظر بورديو يشكل عنفا رمزيا قصدياً لكنه مفروضا من طرف سلطة ذات نسق ثقافي سائد.

وهكذا فالوظيفة الإيديولوجية للمدرسة تتجلى في كونها مؤسسة للترويض الاجتماعي وإعادة إنتاج نفس أنماط الفكر والسلوك المرغوب فيهما من طرف المجتمع.

إن للمدرسة عدة وظائف رئيسية يرتبط بعضها ببعض خاصة في عصرنا الحاضر الذي يمتاز بالتغييرات الإجتماعية السريعة والتقدم المطرد في ميدان العلم والاختراع، والتشابك المتزايد في أساليب المعيشة وعادات الناس وتقاليدهم.

إلا أن المدرسة الوطنية التي تضع مهمة التربية والتعليم في مقدمة أولوياتها، تحاول التوفيق بين مختلف الوظائف دون أن تطغى وظيفة على أخرى وأن تضع مستقبل المجتمع برمته كغاية كبرى.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال