من اجل التعرف على ماهية رأسمال التشغيل لابد من إيضاح مفهومين أولهما صافي رأسمال التشغيل، والثاني إجمالي رأسمال التشغيل. فالأول يمثل موضوع الموجودات المتداولة مطروحة منها مجموع المطلوبات المتداولة أو أنه ذلك الجزء من الموجودات المتداولة الذي تم تمويله بالمطلوبات طويلة الأمد ورأس المال الممتلك.
ولمعرفة صافي رأسمال التشغيل أهمية خاصة من وجهة نظر الغير من الدائنين والموردين الذين تهمهم سلامة المركز المالي للمنشأة ومقدرتها على الوفاء بالتزاماتها عند ميعاد استحقاقها وبذلك فهو يحدد لهؤلاء الدائنين هامش الأمان الذي تمتع به المطلوبات المتداولة.
فكلما زادت نسبة الموجودات المتداولة كلما كان ذلك دليلا واضحا على مقدرة المنشأة في مقابلة التزاماتها.
إما إذا كان صافي رأسمال التشغيل غير كاف لمواجهة التزامات المنشأة فأن على الإدارة المالية إن تفكر في طرق الحصول على أموال جديدة لسد التزاماتها وقد يكون العجز في صافي رأسمال التشغيل وقتيا، أي عندما تكون سيولة المطلوبات المتداولة أكثر من سيولة الموجودات المتداولة على الرغم من إن قيمة الموجودات المتداولة اكبر من قيمة المطلوبات المتداولة.
وهذا مايدعى بالعجز التكتيكي (الفني)، وقد يؤدي هذا العجز إلى عجز فعلي في حالة انخفاض قيمة الموجودات المتداولة عند بيعها كلا أو جزءا. أما المفهوم الثاني أو إجمالي رأسمال التشغيل، فيمثل مجموع الموجودات المتداولة، وبذلك يتجاوز أهمية المطلوبات المتداولة.
يقوم هذا المفهوم أساسا على التمييز والمقارنة بين الموجودات المتداولة والموجودات الثابتة.
فالأولى تكون في تغير مستمر ودائمة الحركة وسريعة التحول بعكس الثابتة والتي تقتنى لإغراض دائمة.
ويمثل مفهوم إجمالي رأسمال التشغيل أهمية خاصة في اتخاذ القرارات في الكثير من الحالات (مثلا عند مناقشة تمويل العمليات الجارية، نسبة رأسمال التشغيل إلى رأس المال الثابت وغيرها).
مما سبق يتضح لنا عدم وجود اتفاق على مفهوم واحد لرأسمال التشغيل ولكل مفهوم استخداماته ومعانيه الخاصة.
هذا ويأخذ رأسمال التشغيل خلال دورته في المنشأة إشكالا وصور متعددة.
إذ يبدأ في حياة المنشأة على شكل نقد ينفق بعد ذلك في شراء البضائع التي تتعامل بها المنشأة وتمويل المصاريف المتنوعة (المتمثلة بمصاريف النقل، والتخزين والخدمات المنوعة وغيرها من المصاريف التي تكون ضرورية لإتمام الدورة التشغيلية للمنشأة)، ثم تباع هذه البضائع وفق الخطط التسويقية ويتحول بعد ذلك إلى نقد في حالة البيع النقدي والى ذمم مدينة وأوراق قبض في حالة البيع الآجل وعند موعد الاستحقاق تتحول الذمم المدينة وأوراق القبض مرة أخرى إلى نقد وهكذا يكمل رأسمال التشغيل دورته.
ويستمر هكذا طوال دوام المنشأة0 ولا توجد فترة توقف فاصلة بين دورة وأخرى بل هي عملية مستمرة ومتداخلة لا يمكن فصلها ويختلف طول الدورة التشغيلية من منشأة لأخرى، وكذلك في نفس المنشأة باختلاف طبيعة نشاط كل منشأة وبالتغيرات والتوسعات التي تحصل داخل المنشأة الواحدة.
ومن خلال تتبع فعاليات الدورة التشغيلية يتضح دور القرارات المالية وأهميتها في توجيه تلك الأموال بالشكل الذي يحقق أهداف الإدارة المالية. على انه يجب الانتباه إلى إن هذه الدورة لا تتم بمعزل عن استخدام رأس المال الثابت.
التسميات
رأسمال التشغيل والموجودات المالية