المسلم يتزوج كتابية والعكس لا.. الرجل سيد المرأة ومنزلته منها منزلة المالك والمرأة خلقت لزوجها وتهيئة السكن الطيب له

لقد كنت دائم التعجب من قضية زواج المسلم من كتابية ولا أفهم كيف ينشأ هذا البيت تحت رعاية هذه الكتابية مع ملاحظة أن الإسلام حرم زواج المسلمة من كتابي أو غيره من المشركين عامة في حين استثنى الكتابية من المشركات المحرمات على المسلمين في قوله تعالى: (ولاتنكحوا المشركات.. ولا تنكحوا المشركين) والسبب في ذلك أمران يرجعان إلى أصل خلقة المرأة ودورها في الحياة وهو ماندندن حوله وتفصيل ذلك كالآتي:

- أولا: قد دللنا كثيرا على كون المرأة تطلب للرغبة التي خلقها الله في الرجل وجل مايطلب فيها منحصر في النواحي الجمالية فمن الممكن تهميش دورها لأن القائد للأسرة هو الرجل وعليه فهي مطالبة بالتجمل والتزين له والاستجابة لرغبته في أي وقت وهذا الأمر قد أوصل بعض فقهاء المالكية إلى حصر دور المرأة المسلمة فيه وليس ذلك بصحيح، والصواب أن المرأة المسلمة مطالبة في بيتها بكل ماتتضمنه كلمة الرعاية لقوله ص: والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، أما الكتابية فهي لاتلتزم بمثل هذا التوجيه فينحصر دورها في المتعة والخدمة والاستجابة لأوامر الزوج ونقول كيف تستجيب هذه الكتابية لأوامر المسلم؟ وهذا هو مايأتي بيانه.

الرجل سيد المرأة ومنزلته منها منزلة المالك:
- ثانيا: خضوع المرأة وانكسارها أمر ملازم لها لضعف خلقتها ولأنها خلقت لتكون تحت الرجل قال تعالى: (كانتا تحت عبدين من عبادنـا) وهو سيدها وأميرها قال تعـالى: (وألفيا سيدها لدى الباب).
وفي الحديث: كل نفس من بني آدم سيد فالرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها.
وهو القيم عليها، قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء).
وقال القاسمي: أي مسلطون على أدب النساء يقومون عليهن أمرين ناهين قيـام الولاة على الرعية.
وقال السعدي: فعلم من هذا كله أن الرجل كالوالي والسيد لامرأته وهي عنده عانية أسيرة .ا.هـ.
وسمى الله سبحانه الزوج بعلا في مواضع عدة من كتابه والبعل هو الرب والمالك قال في لسان العرب: إنما سمي زوج المرأة بعلا لأنه سيدها ومالكها.
وهذا الأمر متقرر في الأديان السماوية ولدى المشركين أيضا بل في الطبيعة البشرية أصلا,

ومن نصوص أهل الكتاب المتعلقة بذلك:
(متى خرجت الزوجة من بيت أهلها ودخلت بيت زوجها صار له عليها حق الطاعة التامة والامتثال الكامل فعليها ألا تخالفه في شيء يطلبه منها بل تذعن له كما تذعن الجارية لسيدهـا).

وعليه فلضعف المرأة وكونها خلقت لزوجها وتهيئة السكن الطيب له سوف تستجيب لأوامره ولن تجرؤ على محاولة توجيه البيت إلى الانحراف عن منهج الله سبحانه بل سوف تتأثر هي بقائدها وسيدها فتنقاد إلى حظيرة الإسلام في وقت سريع وهذا هو الغرض الأسمى من فتح هذا الباب أمام الكتابية فقط لقربها من الدين بخلاف غيرها وأمام المرأة فقط لا الرجل لأن الرجل ليس تابعا وإنما هو متبوع.
فإن قيل: نحن نشاهد الآن من يتنصر إذا تزوج بنصرانية أو ينحل بيته وتفسد ذريته فكيف يكون ذلك مع ماتقول؟

فالجواب: أن هذا الزمان الذي نعيشه انقلبت فيه موازين الحياة وأصبح الذنب فيه رأسا في أشياء كثيرة، ووسد الأمر إلى غير أهله, وإذا نظرنا إلى تلك الحالات وجدناها حالات حدثت مع رجال تأنثت ونساء ترجلت، وأما في زمن الوحي وحتى أواخر هذا الزمان قبيل مايسمونه بعصر النهضة وتحرير المرأة ونحو ذلك كانت المرأة تعرف دورها ويعرف الرجل دوره وبناء الأسرة قائم لم ينهدم عند المسلمين والكتابيين وغيرهم.

إحلال الكتابيات منة على الرجال:
وفي الآية منة من الله سبحانه على الرجال في تحليله لهم مايشبع شهواتهم التي جعلها الله فيهم من طيبات المأكل والمشرب والمنكح الحلال ويلمح في ذلك ماذكرناه من كون المرأة خلقت أصلا للرجل، وكذا التعبير بالأجر عن المهر يؤكد ذلك أيضا.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال