النص في اللغة العربية.. إخبار عن قول أو حدث يخضع في تحقيقه للأصول التي وضعها أهل الحديث والتاريخ من جرح وتعديل

لفظة "نص" في اللغة العربية قد تكون اسم فعل، كما قد تكون صفة بمعنى مفعول، أما النص باعتباره اسم فعل، فمن نص- ينص، وهو مركب من النون والصاد أصلٌ صحيح يدلُّ على رَفعٍ وارتفاعٍ وانتهاء في الشّىء، ويدل على: الرفع والظهور: نَصَّ الحديثَ إلـيه: رَفَعَهُ (...)، ونص الشيءَ: أظْهـَرَهُ، ونَصَصْتُ الـحديث إلـى فلان، أي رفعته إلـيه. »ونَصَّ الـحديث  يَنُصُّه نصّاً: رَفَعَه، وكل ما أُظْهِرَ فقد نُصَّ (...) يقال: نَصَّ الـحديث إِلـى فلان أَي رفَعَه، وكذلك  نَصَصْتُه إِلـيه (...) وكل شيء أَظْهرْته، فقد  نَصَّصْته والـمِنَصّة: الثـياب الـمُرَفّعة والفرُشُ الـمُوَطَّأَة (..).
نص العروس أقعدها على المنصة بالكسر، وهي ما ترفع عليه فانتصت.

(نصت الظبية جيدها: رَفَعَتْه، وَوُضِعَ علـى الـمِنَصَّةِ أَي علـى غاية الفَضِيحة والشهرة والظهور. والـمِنَصّةُ: ما تُظْهَرُ علـيه العروسُ لتُرَى، وقد نَصَّها وانتَصَّت هي، والـماشِطةُ تَنُصُّ العروسَ فتُقْعِدُها علـى الـمِنَصَّة، وهي تَنْتَصُّ علـيها لتُرَى من بـين النساء (..) ونَصَّ الدابةَ  يَنُصُّها نصّاً: رَفَعَها فـي السير، وكذلك الناقة.

 والنص فـي السيــر: أرفعـه، يقـال: ونَصَصْتُ ناقتي: رَفَعـْتُها في السَّير (....) ونَصَصْت الرّجُل: استقصيتُ مسألتَه عن الشيء حتَّى تستخرِجَ ما عنده وهو القياس، لأنَّك تبتغي بلوغَ النّهاية).

(والنصنصة: التحريك)، فنص أنفه حركه، ومنه (فلانٌ يَنُصُّ أنْفَهُ غَضَبَاً، وهو نَصَّاصُ الأنفِ (...) وحَيَّةٌ نَصْنَاصٌ: كثيرةُ الحركةِ«[17] »ونَصْنَصْتُ الشيءَ: حَرَّكْتُه).

» ونص الشواء: يَنِصُّ نَصيصاً: صَوَّتَ على النارِ، والقِدْرُ: غَلَت ْ، (..) النَّصُّ الإِسْنَادُ إِلـى الرئيس الأَكبر، والنّـَصُّ التوْقِـيــفُ، والنـصُّ التعيـيــن عـلـى شـيءٍ ما «.

(والنص: ما ازداد وضوحا على الظاهر لمعنى في المتكلم، وهو سوق الكلام لأجل ذلك المعنى، فإذا قيل: "أحسنوا إلى فلان الذي يفرح بفرحي ويغتم بغمي" كان نصا في بيان محبته. والنص ما لا يحتمل إلا معنى واحدا، وقيل ما لا يحتمل التأويل).

 أما نص حينما تكون صفة فهي بمعنى مفعول، شيء نص بمعنى مرفوع ومظهر، وسير نص بمعنى مرتب ومنظم (النصّ فـي السير إِنما هو أَقصى ما تقدر علـيه الدابة)، وكلام نص بمعنى مستقى ومستخرج ومنه »يَنُصُّهم أَي يستـخرجُ رأْيهم ويُظْهِرُهُ؛ ومنه قول الفقهاء: نَصُّ القرآن ونَصُّ السنَّة أَي ما دل ظاهرُ لفظهما علـيه من الأَحكام«.

بهذا نستنتج أن النص كاسم فعل تعني الرفع والإظهار، والترتيب والتركيب والاستقصاء والاستخراج.أما النص كاسم مفعول أو صفة فتعني المرفوع والمظهر والمرتب والمركب والمستقصى والمستخرج.

وإذا انتقلنا إلى العلماء المسلمين فإننا نجدهم يصطلحون اسم النص على كل خبر قديم (أي أنه يتضمن إخبارا عن قول أو حدث يخضع في تحقيقه للأصول التي وضعها أهل الحديث والتاريخ من جرح وتعديل، هذا دون تمييز بين النصوص المقدسة والنصوص الشبه مقدسة، أي القرآن والحديث في محكمات صحة متنها عن هذه الأصول، فهي منقولة نقلا معتبرا يعتمد في عصمته بالنسبة للقرآن على عصمة المبلغ وصحة التبليغ، ويعتمد في صحة نقله بالنسبة للحديث على عدالة الرواة، أي كفاءتهم العقيدية والعلمية وتسلسلهم الصحيح).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال