التعليم في الهند القديمة.. الحفاظ على كافة نظم المجتمع والبعد عن الممارسات التعليمية العنيفة وحظر المناقشة والاعتماد على الحفظ فقط

ظهر التعليم الخاضع تماماً للمجتمع الهادف إلى الحفاظ على كافة نظمه وضوحاً في الهند القديمة.
فإذا كانت مصر قد عرفت تقسيماً اجتماعياً من طبقات مهنية وراثية فإن الهند قد ذهبت إلى أبعد من ذلك في عملية الطبقية الاجتماعية بل إن الطبقات لم تكن لها واقع بسيط ولكن كان لها أيضاً تبرير ديني وميشافيزيه.
فالفرد الذي يولد منبوذاً (PARIA ليس لديه مجال للأمل في شيء ومن يولد دنيئاً soudra)) لا حق له في تلقي أي تعليم وليس أمامه إلا أن يضيف واحداً إلى عدد العبيد.
وبالنسبة للطبقات المتوسطة كان هناك نوع من التعليم المتوسط ودروس تقدم في الهواء الطلق في المرحلة الأولية.
أما الطبقة العليا وهي طبقة الكهنة "البراهمة" فإنها على عكس ذلك تتقلص تعليماً كاملاً وأقل تعليماً من هؤلاء كان لابد أن يتلقى اثنى عشر عاماً من التعليم.
وبالطبع كان الجزء الأكبر من هذا التعليم دينياً وكان يتضمن جلسات تأمل سبقت بقواعدها قواعد (yoga).
ولم تكن الجهود التعليمية تنحصر في هذه الممارسات والتي كانت أحياناً تعتبر غير نافعة بل كانت معرفة الكتب المقدسة تماماً كما كانت في مصر القديمة.
وكان الأمر يتعلق بحفظها على ظهر قلب.
وكان على براهمة المستقبل أن يتعلموا الخطوط العريضة للكتاب المقدس الذي يشتمل على أربعة أجزاء واسمها (veda).
وهذا الكتاب المقدس منسوب إلى رؤيا الكاهي "براهما" وكان مكتوباً بلغة علمية هي (السانسكريتية) والتي سرعان ما أصبحت لغة ميتة وذلك لأنها خصصت فقط لاستعمال طبعة واحدة.
وعلى عكس ما حدث في مصر لم تكن الممارسات التعليمية أبداً عنيفة.
كان التلاميذ يأتون للمدرسة عندما يريدون ذلك.
وكان المرشدون وهم تلاميذ أكبر سناً وأكثر تقدماً من زملائهم يساعدون المدرسين.
وهناك أيضاً كانت المناقشة محظورة فإن الأمر يتعلق في المقام الأول بالحفظ.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال