سورة النساء وضعف المرأة.. الدفاع عن حق المرأة ونصرة ضعف النساء في كثير من حقوقهن

الآن نتأمل سويا السورة التي سميت بسورة النساء لما تضمنته من أحكام كثيرة تتعلق بهن وتوصي بحقوقهن ونصرة ضعفهن وعجزهن وإصلاح أمرهن مع أزواجهن.
وقد بدأت بالتنبيه على ما نحن بصدده وما أكثرنا من الاستدلال عليه وهو النظر في بدء الخلق والتنبيه على دور المرأة في هذه الحياة فقال تعالى: (ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء).
وفي هذه الآية ملامح كثيرة منها التنصيص على أن أصل الخلق هو آدم عليه السلام والتنبيه على اختلاف خلق آدم عن خلق حواء في الطريقة والهدف بإعادة قوله خلق ولم يقل: خلقكم من نفس واحدة وزوجهاk مثلا، وكذا الإضراب عن ذكر حواء والتعبير عنها بما خلقت لأجله في قوله: زوجها وجعل هذا اللفظ توطئة لما يأتي من نتاج هذه الزوجية من النسل ثم إضافتها لضمير آدم لتبعيتها له ثم التعبير بقوله (منها زوجها) لا بقوله (زوجها منها) اهتماما بآدم واعتناء بأوليته ثم بدأ سبحانه بذكر الرجال قبل النساء لشرفهم وفضلهم ثم وصفهم بالكثرة.
ولم يصف النساء بذلك اكتفاء بوصف الرجال لأن النساء خلقن لهم فلاشك أنهن أيضا كثيرات بل أكثر.
هذه ملامح تسمى عند أهل العلم بلاغية وتتبعها يطول ولكنهـا لاشك مفيدة لما نحن بصدده.
وهذه السورة العظيمة لكونها تتعلق بنصرة ضعف النساء في كثير من حقوقهن جمعت في دفاعها عن حق المرأة الدفاع عن النوع الضعيف الآخر وهم اليتـامى ولذا قال رسول الله ص: اللهم إني أحرج حق الضعيفين المرأة واليتيم.
وقد كان أهل الجاهلية يتحرجون كثيرا في أمور اليتـامى ولا ينظرون في أمور النساء إلى شيء، ولا أريد الإطالة بالتفصيل في ماارتبط في حياتهم من أمور اليتامى وأمور النساء إلا أن الله سبحانه حصر الزواج في أربع من الزوجات بعد أن كان الرجل يتزوج بغير حصر أما التسري بالإماء فبقي على ما كان عليه غير منحصر بعدد معين.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال