القيم الاجتماعية والمشكلات الأسرية.. مراعاة الحقوق والواجبات وتبادل الاحترام والتوقير والإحسان

إن المشكلات الأسرية لن تزول، ولكن من المهم أن نعرف كيف ندير تلك المشكلات أو الخلافات بطريقة تحفظ للكل حقوقهم، ولا نخجل من عرض أي مشكلة على المختصين بهدف حلّها ووأد أي بوادر شقاق تخل بأسس العلاقات الأسرية المبنية على المودة والترابط.
لقد وضع الإسلام القواعد الحكيمة للحفاظ على الأسرة من الشقاق والشتات، كما منع كل ما من شأنه أن يفرق بين أفرادها، أو يعيق الأسرة عن تحقيق أهدافها.
واهتمام الإسلام بالأسرة له أسبابه، فالأسرة هي اللبنة القوية التي يبنى بها صرح المجتمع المسلم، وهي المدرسة الإيمانية التي تخرج الأجيال المسلمة.
لذلك فقد حرص أعداء الإسلام أن يفرقوا شملها، ويزعزعوا أركانها، لتفقد قدرتها على الإنتاج والعطاء، فأدخلوا باطلهم إليها عبر وسائل كثيرة من أهمها الإعلام.
إنّ مما يؤسف له أن هذه الأسرة المستهدفة من قبل أعدائها مهدّدة أيضاً من قبل أصحابها المسؤولين عنها، وبالأخص: الزوج بالدرجة الأولى، والزوجة ثانياً.
على الزوج أن يتنبه إلى بعض الأخطاء المهمة التي لها الأثر الكبير في هدم الأسرة، وزرع الحقد والبغضاء بين أفرادها، لكي يصل إلى اجتناب الوقوع في مثل هذه الأخطاء ونحوها، إلا ما كان عارضاً، ومما هو من طبيعة البشر والتي لم يسلم منها حتى بيت النبوة كالغيرة بين النساء ونحوها.
وحتى هذا النوع من المشكلات فإن فقه الزوج والزوجة لمسؤوليتهما وواجباتهما كفيلان بحل مثل هذه الإشكالات العارضة.
ولقد أوصى الإسلام الزوجة ببعض الوصايا التي من شأنها ـ إن أخذت بها ـ أن تجعل من بيتها عشًّا هادئاً، ومكاناً آمناً تسوده المحبة والرحمة، والسكن والألفة.
- أولاً: مراعاة الحقوق والواجبات:
إذا أهمل أيّ طرف في الأسرة واجباته ولم يؤدّي حقوق غيره تسبّب في وقوع خلل في الحياة الأسرية.
ولذا يتعيّن على جميع أطراف الأسرة معرفة الحقوق والواجبات الأسرية والعمل على مراعاتها تفادياً لأيّ خلل.
- ثانياً: الاحترام:
تبادل الاحترام والتوقير والإحسان، سواءً من جانب الصغير للكبير، أو من جانب الكبير للصغير، فإن الاحترام والإحسان يزرعان بذور الشعور بالشخصية، ويغرسان أوتاداً توطّد العلاقات الأسرية بين الأفراد.
فإنّ الأسرة إذا غادرها الاحترام، وهجرها الإحسان لابد أن تتفاعل فيها عوامل الانهيار والهدم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال