المصطلح السردي وعلم السرد القائم على الشكلانية الروسية والبنيوية.. التوازن المعرفي والمنهجي واللغوي والنقدي مع التراث العربي وتراث الإنسانية

تطور المصطلح السردي مع علم السرد القائم على الشكلانية الروسية والبنيوية وورثتها، ولاسيما العلامية (السيمولوجيا) القديمة قدم الإنسانية بتعبير صالح مفقودة (الجزائر).

وتوالت جهود علماء العلامية في المستوى الوجودي المعني بماهية العلامة وطبيعتها وعلاقاتها بموجودات شبيهة بها أو مختلفة عنها، والمستوى النفعي أو الذرائعي المعني بفاعلية العلامة وبتوظيفها في الحياة العملية من تشكلها إلى مرجعيتها، وإلماحاً إلى تفريق جينيت بين السرد الذي يعني به الترتيب الفعلي للأحداث، وبين الحكاية التي تعني تتابع الأحداث كما وقعت في عالم الواقع أو كما يفترض أنَّها واقعة، للتوقف عند مقولاته الأساسية التالية:

1- النظام الزمني:
في الرواية أو القصة لا يتطابق بالضرورة زمن السرد مع زمن القصة، وعندما لا يتطابق الزمنان نسمي ذلك بالمفارقة السردية أو الزمنية.

2- المفارقة الزمنية:
هي الخلخلة التي تحدث في الزمن استباقاً أو استرجاعاً.

3- الاستشراف:
هو استشراف أحداث لم تقع بعد.
والاسترجاع، وهو الرجوع إلى الماضي.

4- المدة أو الاستغراق الزمني:
يقترح جينيت دراسة المدة الزمنية من خلال التقنيات الحكائية التالية:
- الخلاصة: وهي تلخيص لأحداث في الرواية.
- الاستراحة: وهي عكس الخلاصة.
- القطع أو الحذف: بعدم ذكر أحداث كأن يقول الراوي مثلاً، وبعد خمس سنوات وقع كذا.
- المشهد: ويتساوى فيه زمن السرد مع الزمن الطبيعي.

 5- التواتر:
ويتناول مسائل ما إذا كانت حادثة ما قد حدثت مرة واحدة في القصة، وحكيت مرة واحدة، أو حدثت مرة واحدة، لكنها حكيت عدة مرات أو حدثت عدة مرات، وكما هو جلي، لا تفترق هذه المقولات الأساسية عن تقانات القصّ التقليدي الذي صار إلى علم السرد ضمن عمليات الحداثة وما بعدها.

أظهر تطور المصطلح السردي، كما رأينا، التوازن المعرفي والمنهجي واللغوي والنقدي مع التراث العربي وتراث الإنسانية في الوقت نفسه، وإن غلبت عمليات الترجمة على استلهام الموروث النقدي والسردي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال