شاعرية النص الأدبي.. الصورة الشعرية والربط المحكم بين الالفاظ الداخلية في علائق مع بعضها البعض والترابط المنطقي والتماسك الفني

إن شاعرية النص تنطلق من النص لا لأنها مهارة فنية حسب، بل لانها الطاقة الفنية التي تسمى إبداعا في كثير من الأحيان.

لذلك فالنص النضيج فنيا هو الذي يمتلك شاعرية عالية سواء في الاداء/ اللغة الشعرية. أم في الدلالة/ الصورة الشعرية ام في الربط المحكم بين الالفاظ الداخلية في علائق مع بعضها البعض/ الترابط المنطقي و التماسك الفني.

فإذا ما اضطربت مثل هذه السمات في النص واختل التكافؤ و التعادل فيما بينها، تسرب القلق الفني الى النص بعيدا عن سلطة مبدعه وعصره وذوقه التاريخي.

وحينئذ يمكن القول بأن ما تحمله هذه السمات من دلالات تاثيرية في المتلقي هو ما سمي في بعض الدراسات النقدية المعاصرة (بالتجانس الذي يحكم النص الشعري ويشكل الشعرية).

وهذا يعني ان بعض الصفات البلاغية او سمات التعبير الجمالي لاي نص شعري. كالاستعارات و التشبيهات و المجازات مستمدة من اعماق تجربة النص.

وكلما كانت تلك التجربة اصلية، ابتعد مفهوم القلق عن مثل ذلك النص؛ أي ان الشعراء المبدعين أو النصوص الشعرية الإبداعية تتشابه في استعمال مثل تلك الاستعارات و التشبيهات والمجازات، بيد انها تختلف في شاعرية التعبير عنها من شاعر الى آخر ومن نص الى آخر.

فالاستعارة التي هي (سيدة المجاز) صفة حتمية من صفات بناء الصورة الشعرية الناضجة وذات التاثير العميق في ذات متلقيها الذي يتعامل شعريا مع لغة النص.

وقد تكون (الاستعارة) بهذه الدلالة عيارا نقديا للمفاضلة بين النصوص الشعرية من جهة وللموازنة بينها من جهة اخرى وقد تكون على وفق هذا التصور معادلا نقديا واصطلاحا لثبات النص ولقلقه إبداعيا وفنيا.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال