الحقيقة التي يجب في ضوئها أن نقرر مناهج التربية والتعليم في وطننا العربي أنه لا بديل للعرب عن الوحدة، إن أرادوا البقاء كأمة لها تراث وتاريخ وموقع بين الأمم، وذلك أن العالم العربي بدوله الاثنتين والعشرين القائمة حالياً لا تستطيع واحدة منها أن تصمد للعواصف والأطماع العالمية إلا إذا احتمت في أخواتها، وتقوت بشقيقاتها بل ولا تستطيع دولة واحدة من دول أن تحقق مستوى لائقاً من العيش إلا بالوحدة فالدول العربية: إما دولة كثيرة السكان فقيرة الإمكانيات تعيش عالة على المساعدات الخارجية والهبات من الشرق والغرب، وإما دولة عظيمة الموارد والإمكانيات قليلة السكان تعيش طفرة اقتصادية مؤقتة، وإما دولة قد تملك هذا وهذا ولكنها في أتون حرب مستمرة تأكل الأخضر واليابس.
وفي مثل هذا المناخ والواقع السياسي والاقتصادي. حيث يحيط بنا الأعداء من كل جانب، بل وتقوم إسرائيل كدولة غريبة عقيدة وشعباً وفكراً وتوجهاً وتعلم أنه لا بقاء لها إلا بتفكيك أوصال هذه الأمة العربية، والحيلولة دون حيازتها لأي نوع من أنواع القوة.
أقول في مثل هذا الواقع والمناخ يستحيل بقاء أي دولة عربية إذا انفردت عن شقيقاتها.
أقول في مثل هذا الواقع والمناخ يستحيل بقاء أي دولة عربية إذا انفردت عن شقيقاتها.
اللهم إلا أن تعيش مجرد تابع ذليل، أو شعب حقير بلا عقيدة ولا تراث ولا هدف، وإلا أن يكون هذا الشعب عاملاً في مستعمرات اليهود ومصانعهم أو مستجدياً مستهلكاً لهبات الأمريكيين وبضائعهم، أو مقتاتاً مستجدياً لتسلط الروس وخرافاتهم.
تقول أحدث دراسة عن الواقع العربي المعاصر:
(والوطن العربي بانوراما للتناقضات، لا يوجد قطر عربي واحد بقادر على حل مشكلاته لوحده عبر عقود ثلاثة مقبلة -دون الاستفادة بإمكانات أقطار عربية أخرى.
وحتى لو تحققت فهي غير كافية لحل مشكلتين أساسيتين: الغذاء والأمن القومي، بكل ما لذلك من تداعيات على الاستقرار الاجتماعي، ولا توجد استراتيجية شاملة للوطن العربي أو لأي أقطاره. وليس كل شيء يمكن شراؤه من السوق العالمي.
وهناك خوف على الهوية والخصوصية) (من بحث المؤتمر العربي الأول للحاسبات الصغيرة (القبس 13-1-1988م)).
التسميات
سياسات تربوية