أسباب اتفاقية مولوتوف-ريبنتروب:
مقدمة:
تعتبر اتفاقية مولوتوف-ريبنتروب، الموقعة بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي عام 1939، إحدى أهم الأحداث التي شكلت مسار الحرب العالمية الثانية. وقد أثار هذا الاتفاق الكثير من الجدل والاستغراب، نظراً للتناقض الظاهري بين الأيديولوجيتين النازية والشيوعية. في هذا النص، سنقوم بتحليل الأسباب التي دفعت الطرفين إلى إبرام هذا الاتفاق، مع التركيز على الدوافع الاستراتيجية لكلا الطرفين.
1. الدوافع السوفيتية:
- الحذر من التهديد الألماني: كان الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين يدرك تماماً التهديد الذي تشكله ألمانيا النازية على الاتحاد السوفيتي. وقد أظهرت توسعات هتلير العدوانية في أوروبا مدى طموحاته الإمبريالية.
- شراء الوقت: اعتقد ستالين أن إبرام اتفاق مع ألمانيا سيشتري للاتحاد السوفيتي بعض الوقت لتعزيز قدراته العسكرية والاستعداد للحرب المحتملة.
- تقسيم أوروبا: كان ستالين يطمح إلى توسيع نفوذ الاتحاد السوفيتي في أوروبا الشرقية، ورأى في الاتفاق مع ألمانيا فرصة لتحقيق هذا الهدف.
- عدم الثقة في الغرب: لم يكن ستالين يثق في نوايا الدول الغربية، واعتبر أنهم يحاولون استغلال الاتحاد السوفيتي في صراعاتهم مع ألمانيا.
2. الدوافع الألمانية:
- تجنب الحرب على جبهتين: كان هتلر يخطط لغزو بولندا، ولكنه كان يخشى من أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب مع الاتحاد السوفيتي.
- ضمان الجبهة الشرقية: أراد هتلر تأمين جبهته الشرقية قبل شن الحرب على الغرب، حتى يتمكن من التركيز على هزيمة فرنسا وبريطانيا.
- اقتسام النفوذ في أوروبا الشرقية: كان هتلر وستارلين يتفقان على تقسيم نفوذهما في أوروبا الشرقية، حيث حصلت ألمانيا على الجزء الغربي والاتحاد السوفيتي على الجزء الشرقي.
3. أوجه التشابه في الأهداف:
- التوسع الإقليمي: كان كلا الطرفين يسعيان إلى توسيع نفوذهما الإقليمي، بغض النظر عن الاختلافات الأيديولوجية.
- النظرة إلى الغرب: كان كلا الطرفين ينظر إلى الغرب على أنه عدو محتمل، ويرى في التعاون مع الآخر وسيلة لمواجهة هذا التهديد.
الخاتمة:
إن اتفاقية مولوتوف-ريبنتروب كانت نتيجة لتحالف مصالح آني بين دولتين كانتا تسعيان إلى تحقيق أهداف جيوسياسية متشابهة. ومع ذلك، سرعان ما انهار هذا التحالف، حيث انقلبت ألمانيا على الاتحاد السوفيتي وغزته في عام 1941.
التسميات
الحرب العالمية الثانية