الاستماعُ في سيرةِ النبيّ صلى الله عليه وسلم: كيفَ يُمكننا الاستفادةُ منْ هديِهِ في تعزيزِ التواصلِ الفعّالِ؟

فن الإنصات:

يُعدّ الاستماعُ الفعالُ مهارةً أساسيةً للتواصلِ الفاعلِ وفهمِ الآخرينَ. وقد بيّن لنا النبيّ الكريمُ صلّى اللهُ عليه وسلّم من خلالِ سلوكهِ وأقوالهِ أهميةَ هذه المهارةِ، وكيفَ نُحسّنُ من قدرتنا على الاستماعِ.
ففي حديثِ السّاعةِ، أعرضَ النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم عن ذكرِ السّاعةِ حتى لا يشتتَ فهمَ أصحابهِ. ويدلّ ذلك على أهميةِ التركيزِ وتجنّبِ المُشتتاتِ عند الاستماعِ.

دروس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في فن الاستماع:

1. التركيز على الموضوع:

  • حديث الساعة: يُظهر لنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، عندما أعرض عنها حتى لا يشتت فهم أصحابه، أهمية التركيز على الموضوع المُراد إيصاله وتجنب الخروج عن مساره.
  • الصلاة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الانشغال عن الخطبة أو إشغال الآخرين في صلاة الجمعة، ممّا يدلّ على ضرورة التركيز على خطبة الإمام والاستماع لما يقوله.

2. تهيئة بيئة مناسبة:

  • الصلاة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بحضرة ما يشغل المصلي، مثل الطعام أو مدافعة الأخبثين أو وجود ما يشغله في قبلته. يُشير ذلك إلى ضرورة تهيئة بيئة مناسبة للاستماع تُساعد على التركيز وتجنب المشتتات.

3. حضور القلب:

  • تدبر القرآن: ربط القرآن الكريم بين تدبر القرآن وحضور القلب، حيث قال تعالى: "[إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد]" (ق: 37). يُفهم من ذلك أنّ الاستماع الفعال يتطلب حضور القلب وفهمه لما يسمعه.

4. احترام الآخرين:

  • الصلاة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إسكات من يتحدث في صلاة الجمعة، حتى لو كان ذلك لإسكاته. يُشير ذلك إلى ضرورة احترام حق الآخرين في الاستماع وعدم مقاطعتهم.

الخلاصة:

يُقدم لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم دروسًا قيّمة في فن الاستماع، من خلال التركيز على الموضوع، وتهيئة بيئة مناسبة، وحضور القلب، واحترام الآخرين.
وتُساعدنا هذه الدروس على تحسين مهاراتنا في الاستماع، ممّا يُؤدي إلى فهم أفضل للمعلومات وتحقيق تواصل فعّال.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال