لا غنى لأمة تريد أن تحقق الأهداف العظيمة في واقع الحياة إلا أن تتبع سياسة التعليم المستمر: التعليم مدى الحياة، وذلك أن العمر الإنساني بوجه عام قصير والإبداع العلمي والمعرفي لأي فرع من فروع العلم والمعرفة لا يمكن أن يتحقق في سن الدراسة بالمراحل الثلاث (الابتدائية، والثانوية، والجامعة).
فخريج الجامعة لا يتخرج في أحسن أحواله إلا وقد حاز مفاتح العلم الذي تخصص فيه، وما لم يبدأ بعد ذلك بالدراسة الجادة، والخبرة العملية، والتعليم المستمر، فإنه لا يغدو إلا موظفاً محدود الإدراك ضحل المعلومات التي يمكن أن يتجاوزها الزمن بسرعته الهائلة واكتشافاته المذهلة، وتغيره الدائم.
فالمعلم الذي تتوقف معرفته بنهاية دراسته الجامعية معلم بائس فاشل، وكذلك العالم الذي لم يحز من علم الدين والشريعة إلا ما حازه في الجامعة لا يكفيه هذا ليحل مشكلات نفسه ويحسن عقيدته وعبادته، فضلاً عن أن يفيد غيره، وكذلك الشأن في الطبيب والمهندس والعامل الذي تنقطع دراسته وتحصيله ومعرفته بتخرجه.
وحياة المسلمين الزاهرة في صدر الإسلام شاهدة على المدى العظيم الذي بلغته الأمة الإسلامية باتباعها لسياسة التعليم المستمر.
ولكن التعليم المستمر لن يكون سياسة متبعة إلا إذا اقترن بالثواب والعقاب.
أعني أن تكون هناك ثمرات مادية للاستمرار في التعليم، وذلك حتى لا يصبح التعليم واجباً إضافياً دون المردود المادي أو المعنوي.
التسميات
سياسات تربوية