التصدي لمشكلات السياسات التربوية.. ربط المتعلم بمجريات الأمور‏ على قدر طاقته وجهده واستيعابه‏

التربية لا تؤتي ثمارها إذا ارتبطت بالواقع المعاصر وأما إذا كانت التربية تعليماً فلسفياً كلامياً بعيداً عن الواقع، أو اجتراراً معاداً للأخبار والعظات الماضية فإنها أعني العملية التربوية لا يكون لها أثر يذكر، ولا تحقق الأهداف المنوطة بها‏.‏

وبالتالي فلا بد للتربية الناجحة أن تتصدى للمشكلات والعقبات التي تعترض مسيرة الأمة والمجتمع والفرد، وتحاول علاجها والخروج منها بطريقة علمية ونظر صحيح‏.‏

وأمتنا اليوم تجابه مجموعة كبيرة من المشكلات منها على سبيل المثال لا الحصر التحدي اليهودي الغاشم في فلسطين والذي يستهدف إخضاع الأمة لهيلمانه وسلطانه، وسلخ الأمة عن تراثها وعقيدتها وإسلامها، ومنها الغزو الفكري والثقافي للأمة.

وهذا الغزو يستهدف صرف هذه الأمة عن رسالتها الربانية في أن تكون خير أمة أخرجت للناس ومنها الفرقة والاختلاف وظهور العصبيات ونبش الأحقاد، ومنها الحرب العراقية الإيرانية وخلفياتها الفكرية والعقائدية، ومنها التخلف المادي، والاستعمار الاقتصادي والهدر في طاقات الأمة وجهودها وإمكانياتها، ومنها ذل الأمة والعيش تحت رحمة المعونة الأمريكية، والمساعدات الأمنية‏.‏‏.‏ سلسلة طويلة من المشكلات والتحديات‏.‏

وفي سبيل تنفيذ سياسة تربوية ناجحة لا بد وأن يكون من برنامج العمل، وخطة التعليم التصدي العملي لهذه المشكلات بالبحث والشرح والتحليل والمتابعة واقتراح الحلول ومعرفة أبعاد المشكلة، وأما السياسة الحالية المتبعة في أكثر دولنا العربية والتي تجعل الطالب في كل مراحل التعليم مغيباً بعيداً عن مشكلات أمته ووطنه، جاهلاً بمجريات الأمور حوله‏.‏
فإنها لا تخرج إلا أفراداً عاجزين مشلولين جاهلين بالحياة من حولهم‏.‏

وبالطبع مثل هذه الأجيال إذا خرجت إلى الحياة العملية فإنها لا تستطيع أن تصنع شيئاً وعليها أن تستقدم وتستعين بخبراء من الشرق والغرب لحل هذه المشكلات وبالتالي نعلق حل المشكلة في رقاب من خلقوها باختصار سياسة تربوية ناجحة تعني ربط المتعلم بمجريات الأمور‏.‏‏.‏ وذلك بالطبع على قدر طاقته وجهده واستيعابه‏.‏
أحدث أقدم

نموذج الاتصال