الأمر الذي يجب أن تسير عليه سياستنا التعليمية هي التخصص والتكامل، والتخصص لازم لأنه لا يمكن الإجادة في أي فرع من فروع العلم والمعرفة إلا بالتخصص فيه فالمعرفة البشرية قد تراكمت بشأن هائل جداً، ومتابعة هذه المعرفة في عدد من التخصصات متعذر بل مستحيل.
وأما التكامل فلأن دراسة بعض التخصصات المتناثرة التي لا تشكل وحدة لأمر ما لا معنى لها، بل هو عمل عبثي يهدر الطاقات والجهود.
فما لم يكن التعلم متكاملاً يؤدي كل تخصص فيه إلى نتيجة واحدة مشتركة فإن علمنا وتعليمنا سيبقى بلا معنى ولا ثمرة.
فما لم يكن التعلم متكاملاً يؤدي كل تخصص فيه إلى نتيجة واحدة مشتركة فإن علمنا وتعليمنا سيبقى بلا معنى ولا ثمرة.
وإن من ثمرات التخصص العظيمة أنه سيجعلنا نستفيد من كل فرد في الأمة مهما كان تحصيله ومستواه.
وذلك أنه بالتخصص المبكر يمكن أن ينصرف كل فرد إلى ما يحسنه وما يستطيع أن يهضمه ويستوعبه، ولا يكون هذا الحشد الهائل من العلوم المختلفة والمعارف المتفرقة حائلاً دون مواصلة كثير من طلابنا لدراساتهم، وإحسانهم لتخصص يناسبهم.
فقد رأيت كثيراً من الطلاب تركوا التعليم لأنهم لم يستوعبوا مادة واحدة من المواد الدراسية وبذلك أصابهم الاحباط وتوقفوا في أوائل السلم التعليمي وخرجوا للحياة العامة بلا شيء تقريباً.
وكان يمكن لهم أن يحسنوا شيئاً واحداً أحبوه وهضموه.
بل إنني رأيت كثيراً من الطلاب الذين فشلوا في الدراسة النظامية التي تحشد المواد حشداً - نجحوا بعد ذلك أيما نجاح.
عندما توجهوا إلى التعليم الذاتي فأجادوا وأفادوه فيما شقوه هم لأنفسهم في مجرى الحياة بعيداً عن التعليم الرسمي.
التسميات
سياسات تربوية