لقد أدت كثرة تحالفات وشراكات بعض الجامعات مع مؤسسات المجتمع إلى تحولها مما كان يطلق عليه جامعة متعددة الوظائف Multiversity إلى جامعة متعددة الانظمة Multiorganization، فالعديد من الجامعات تشهد الآن حالات انشطار إلى كيانات عدة، وتوزعت هذه الكيانات، فمنها ما هو أشبه بمراكز بحوث داخل مؤسسات إنتاجية، ومنها ما هو أشبه بمراكز تدريب وتعليم مفتوح، وظهرت جامعات المدينة Urban Universities ،وهي نمط من التعليم الجامعي ظهر في الولايات المتحدة لتلبية حاجات سكان المدن، وترىMary H. Mundt انها بمثابة فرصة لتجديد التعليم العالي. وظهرت ايضا الجامعات الافتراضية Virtual Universities. هذا فضلاً عن انتشار مراكز خدمه المجتمع"مراكز الخدمات الممتدة Outreach.
وكل هذا يطرح علينا ضرورة إعادة النظر فى أوضاع جامعاتنا الحالية، ومدى مناسبتها وهى جامعات كبيرة الحجم والعدد، للقيام بكل هذه التمددات؟ لقد أصبح المطلوب الآن فى ظل هذه التحولات أن نصل بجامعاتنا إلى الحجم المناسب والفعَّال، ويقتضى هذا دراسة تقسيم الحرم الجامعى للعديد من جامعاتنا، كما أنه من الضرورى التفكير فى إنشاء جامعات للبحث ومراكز للتميز لتقود حركة إنتاج المعرفة وتطوير التكنولوجيا. كما يقتضى ذلك منا البحث عن أفضل الأساليب لإدارتها بما يكفل لها المرونة الكافية للتفاعل والاستجابة مع حاجات المجتمع.
كما يقتضى ذلك ضرورة دراسة ما حدث مؤخراً من تعديل إدارى فى هيكل جامعاتنا والذى تم بموجبه استحداث وظائف وكيانات لخدمة المجتمع، وإلى أى مدى ساعدت هذه التعديلات على مزيد من الربط بين جامعاتنا ومؤسسات المجتمع؟
مما لاشك فيه أن استحداث هذه الكيانات كان تعبيراً عن حاجة اجتماعية، وكان يقتضى بدوره إجراء تغيرات هيكلية فى آليات الجامعة ، وخاصة ما يرتبط بدوريها فى التدريس والبحث ، تأكيدا لدورها فى خدمه المجتمع. وكان يقتضى ذلك أيضاً إجراء تغيرات فى فلسفة التعليم الجامعى ، وفى بنية تخصصات أقسامه، وخططها الدراسية، ومحتوى مقرراتها وآليات البحث العلمى فيها.
ولكن لم يحدث شئ من ذلك، وبالتالى ظلت هذه الكيانات المضافة تمثل إلى حد كبير"إضافة تجاور" وليس "إضافة تفاعل"، مع ما هو موجود داخل الحرم الجامعى من أقسام وتخصصات، ومن ثم كان هذا التغيير إلى حد كبير غير فعَّال فى ربط جامعاتنا بمجتمعها المحلي.
التسميات
تعليم جامعي