صناعة استعمالات مشغولات الخرز التقليدية.. جدائل الكتان أو البردي لزخرفة بعض الملبوسات كالمآزر والأحزمة التي يربط بها الوسط والصنادل

إن مشغولات الخرز من أكثر المنتجات الفنية التصاقاً بالإنسان منذ القدم فهي تعكس زمناً معيناً ومكاناً محدداً وقيماً ثقافية خاصة. وصنع الخرز قديماً من المواد الطبيعية والتي كانت في متناول الأيدي، وتصلح للاستخدام كخرز بعد ثقبها مثل الحجارة وعظام وأسنان الحيوانات والقواقع والأصداف والبذور. كما صنع الخرز من الطمي المتوفر على سطح الأرض لسهولة تشكيله وجفافه. واستخدم الخرز في كل الثقافات وفي كل الأوقات خلال العصور التاريخية المختلفة. وكان له تأثيرٌ فاتن على امتداد الكرة الأرضية. وتعددت أغراضه، فكان بالإضافة إلى أهميته في التزيين والزخرفة، يستخدم كتعويذة وكنوع من النقود (للمقايضة). كما كان مظهراً من مظاهر الثروة والقوة.
وقد ذكر علي زين العابدين أن مشغولات الخرز كانت ضمن المشغولات الملبسية في الحضارات القديمة. مثل القلائد والأحزمة العريضة والتي كانت تغطي الصدر والأرداف عند المرأة المصرية القديمة، وأيضاً المرأة العراقية القديمة.
ولقد استخدم الفراعنة الخرز كوحدات منفردة أو على شكل مجموعة مركبة في وحدات زخرفية. كما كانت تلضم في الخيوط أو السيور الجلدية وتزخرف بها الأقمشة التي تصنع منها الملابس والأردية، وكانت تدكك في جدائل الكتان أو البردي لزخرفة بعض الملبوسات كالمآزر والأحزمة التي يربط بها الوسط، والصنادل.
واعتبرت صناعة الخرز من المهارات القيمة منذ القدم. وكانت هذه الحرفة تحاط بالسرية لعدة قرون، حتى أنهم كانوا يجازون من يفشي أسرارها بالقتل.
ولقد أبدع الإنسان خلال التاريخ في ابتكار الطرق المختلفة للزخرفة باستخدام الخرز حتى وصل إلى ما هو عليه من تطورات في الصناعة حيث أصبح يصنع بكميات كبيرة ومن خامات عديدة مختلفة وبأشكال مبتكرة بتقنيات متقدمة لما له من أهمية في الموضات الحديثة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال