لغات وبيداغوجيا الصورة.. حل مشاكل البيداغوجيا التطبيقية المقسمة لبرامج عبر أقسام وعبر دورات واستعمال الزمن وساعات العمل

إن" لغات الصورة" كيفما كانت (سينما ،تلفزة...إلخ) مشتركة ابتداء في امتلاك سند واسع متعلق بالإدراك البصري: هذا الأخير، لا نريد له أن يضع في الحسبان إدراك كل المعطيات البصرية؛ ينبغي الكثير، لكنه يؤمن على الأقل طبقة أولى من الوضوح التي ليس لها أي معادل في اللغات؛ ولم تدرس بعد لاعتبارات عديدة.
من المأمول بالتأكيد، إذا نحن أردنا "تعليم صورة" التقهقر، أي وفق عينات من التطور ما أمكن بالأساس كذلك صوب الإواليات الإدراكية، أن نعتبرها سريعا، وكأنها راجعة إلى الذات، بحيث تختفي بالفعل كل ثقافة وكل مجتمع (كما توهم على سبيل المثال، دراسات فرانكستال (Francastel بصدد المحدد التاريخي للفضاء): ستأتي لحظة، مع ذلك، طال الزمن أو قصر سيستطيع معلم منقطع لتدريس الصورة، رسم تخومها في التدريس: وهكذا عندما نصادر بأن طفلا يتعرف على سيارة في الشارع، فسيسمها كذلك في صورة فوتوغرافية بتقنية عالية، من"تعبير" متوسط ومن خط تلاق مزوى مجابه أو مجابه مواز؛ والذي لا يمكن أن يحدده في أي صورة، هو ذاك الذي لم يتعرف إليه في الشارع، بمعنى الذي لا يعرفه.
بالرجوع إلى هذه النقطة، "أستاذ الصور" إذا أراد أن يفيد في شيء ما، فعليه فقط أن ينتقل إلى أستاذ للحضارة، ويكثر من الأشياء الثقافية (مصفاة، و مجز...) أو أشياء طبيعية (التي لا تعد قابلة للتحديد إلا ثقافيا: أرزية، وفرو...) حيث تلاميذه قادرون على تعرفها سواء في التطبيق أوفي تسميتها.
ستصبح دروس الصورة بذلك حصة للأشياء، أو بالأحرى حصة للكلمات.لن يكون إذا تعليم الصورة، بخلاف تعليم اللغة، تعليما خاصا منذ بذوره الأولى: تحلل اللغات وتعيد بناء العالم رأسا على عقب، لا تستعرض الصورة دلالاتها الخالصة إلا في ما يتعلق بتمظهرات "طبيعية" قبلية للشيء: ارتباط طالما يكون جزئيا، وملغزا دائما، كما لا يكون إلا بداية للمغامرة الأيقونية؛ لكن كذلك، ارتباط لولاه لم تبدأ تلك المغامرة، والذي من خلاله اللغة، خلافا للصورة، لا تكترث لذلك في الحال.
ينبغي أن يتموقع، جوهريا، في نهاية هذه الطبقة الأولى للمعنى، تعليم أيقوني خالص، هذا التعليم سيتشابه (إلى حد كبير يكون مكسرا مطلقا لمقارنته بتعليم موجود سالفا كيفما كان) بدرس الأدب (بحيث هذا الأخير يفترض اكتسابا قبليا، هو اللغة ذاتها إذا)، بله بدروس اللغة.
يمكن تقسيم هذا التعليم الأيقوني إلى تمفصلات "ملموسة " تعد بديهية هي: درس السينما، ودرس التلفزة، ودرس "الصور الثابتة"... ضمن تعليم السينما سنحتضن في البداية "أجناسا يسيرة" أو مفترضة من قبيل (أفلام الحركة ..إلخ) ثم أجناسا مفترضة أشد "تعقيدا" (الفيلم "الاجتماعي" ..إلخ)، وأخيرا أسئلة مسماة نظرية (الفيلم بوصفه لغة...إلخ)، وبرامج موضوعة مسبقا، التي تعد كذلك مصممة.
يمكن لتمفصلات معينة أن تكون قادرة على السماح بإعمال النظر أساسا في بيداغوجيا الصورة، كما عندما تكون قابلة لحل مشاكل البيداغوجيا التطبيقية (المقسمة لبرامج عبر أقسام، وعبر دورات؛ واستعمال الزمن، وساعات العمل..إلخ)؛ ينبغي أن تكون التقسيمات الصحيحة متأخرة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال