مقومات الصورة الشعرية في الشعر العربي: قديم وحديث
مقدمة:
تُعدّ الصورة الشعرية من أهمّ العناصر التي تُضفي على القصيدة جمالها وقوّتها، فهي تُعبّر عن أفكار الشاعر ومشاعره بطريقةٍ مُجسّدةٍ ومُكثّفةٍ، وتُثير مشاعر القارئ وتُحفّز خياله.
مقومات الصورة الشعرية في الشعر العربي القديم:
- علم البيان: يُشكّل علم البيان، وبخاصّةً التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز المرسل، أساس بناء الصورة الشعرية في الشعر العربي القديم.
- الذاكرة الشعرية: يعتمد الشاعر العربي القديم على مخزونٍ هائلٍ من الصور الشعرية المُكرّرة والمُتداولة في التراث الشعري، مثل تشبيه القويّ بالأسد والجميلة بالغزال.
- المقاربة والمناسبة: تُبنى الصورة الشعرية القديمة على أساسٍ من المقاربة والمناسبة بين المشبّه والمشبّه به في التشبيه، وبين المستعار منه والمستعار له في الاستعارة.
- الوظيفة: تتمثّل الوظيفة الأساسية للصورة الشعرية في الشعر العربي القديم في الإيضاح والبيان والتجميل، مع مراعاة وحدة البيت الشعريّ التي لا تسمح بامتداد الصور وتركيبها بشكلٍ مُفصّل.
مقومات الصورة الشعرية في الشعر العربي الحديث:
- الإيحاء: إلى جانب علم البيان، يلعب الإيحاء دورًا هامًا في بناء الصورة الشعرية في الشعر العربي الحديث، وذلك من خلال استخدام الرموز اللغوية أو الأسطورية، كما فعل علي محمود طه.
- عناصر الصور: تتكوّن الصورة الشعرية في الشعر العربي الحديث من عناصر ذاتية وطبيعية، وتُستخدم تقنيات التجسيم والتشخيص لإضفاء الحيوية على هذه العناصر.
- عدم الالتزام بالمقاربة والمناسبة: تختلف الصورة الشعرية الحديثة عن الصورة الشعرية القديمة في عدم التزامها التامّ بالمقاربة والمناسبة، ممّا يُضفي عليها سمةً من الغموض والإيحاء.
- الوظيفة: تهدف الصورة الشعرية في الشعر العربي الحديث إلى الإيحاء بالحالة النفسية للشاعر ومشاعره، وتُشكّل لوحةً كليةً تُعبّر عن تجربة الشاعر ورؤيته للعالم.
- التركيب: تتميّز الصورة الشعرية في الشعر العربي الحديث بتركيبها المُركّب والمعقّد، ممّا يُتيح للشاعر التعبير عن أفكاره ومشاعره بشكلٍ دقيقٍ وغنيّ.
تقنيات بناء الصورة الشعرية الحديثة:
- الانزياح الدلالي:
يُستخدم الانزياح الدلالي لخلق مفارقات دلالية من خلال الجمع بين عناصر متنافرة في الواقع، وذلك من خلال المزاوجات التالية:
- الفعلية: ف + فا: ابتسم الورد.
- الاسمية: مبتدأ + خبر: الجو كئيب.
- مضاف + مضاف إليه: يد الزمان.
- اسم + فعل: الحزن يفترش الطريق.
- الرموز:
تُستخدم الرموز بأنواعها المختلفة، مثل اللغوية والدينية والتاريخية والأدبية، لإثراء الصورة الشعرية وإضفاء المزيد من الدلالات عليها.
- الأساطير:
يتمّ توظيف الأساطير في الصورة الشعرية الحديثة بشكلٍ مُباشرٍ أو مُحوّرٍ أو مُبتكرٍ، وذلك لتحقيق وظائف نفسية وإيحائية وتخيلية وتشكيلية.
- الرؤيا:
تُشكّل الرؤيا عنصرًا أساسيًا في بناء الصورة الشعرية الحديثة، فهي تُتيح للشاعر الخروج عن المألوف وخلق دلالاتٍ جديدةٍ غير مسبوقة.
خاتمة:
تُشكّل الصورة الشعرية عنصرًا هامًا في كلّ من الشعر العربي القديم والحديث، إلّا أنّ وظائفها وخصائصها تختلف باختلاف المدرسة الشعرية والسياق الثقافي.
التسميات
باك