تذهب معتقدات اخرى الى ان لكل آدمي «قرينه» اي نسخة منه في عالم الجن يولد مع مولده ويموت لحظة وفاته لكن أكثر الأساطير المغربية غرابة في موضوع الجان تبقى هي تلك المرتبطة بالمحكمة الكبرى للجن (بويا عمر).
فحول الوالي بويا عمر تنتشر بعض الاضرحة والمقامات الصغيرة لأولياء الجان الذين تعتبر زيارتهم والتبرك بهم جزءا اساسيا من الزيارة الاستشفائية لبويا عمر.
وتوغل اسطورة ولي الجن (سيدي الطيبي بن عبو) القريب ضريحه (بويا عمر) في الغرابة فتحكي عنه انه يحفظ «ارشيفاً» كاملاً من ملفات الجن حيث يضم كل ملف اسم قبيلته وسنه وديانته والمكانة التي يحتلها في العوالم الغيبية الخ.
وفي ذلك يبدو التشابه غريبا بين «ارشيف سيدي الطيبي بن عبو» «ارشيف دوائر الشرطة والاستخبارات لدى بني البشر».
والقرين (في الدين الإسلامي) هو الشيطان الموكَّل بكل إنسان لإغوائه وإضلاله، وقد جاء ذكر ذلك في القرآن والسنَّة الصحيحة. وتعني كلمة القرين في اللغة : (الصاحب)
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
«القرين هو شيطان مسلَّط على الإنسان بإذن الله عز وجل ، يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف، كما قال عز وجل: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَآءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، ولكن إذا منّ الله سبحانه وتعالى على العبد بقلب سليم صادق متجه إلى الله عز وجل مريد للآخرة، مؤثر لها على الدنيا : فإن الله تعالى يعينه على هذا القرين حتى يعجز عن إغوائه.»
لكل إنسان قرين متفرد؛ فلا يوجد قرين واحد لشخصين، ولا قرينين لنفس الشخص. والقرين يدفع الإنسان لارتكاب المعاصي وعصيان أوامر الله، باستثناء قرين النبي محمد ﷺ الذي (كما يؤمن المسلمون ) لم يكن يؤمره إلا بالخير.
فقرين الجن هو أحد شياطين الجن يوكل بالأنسان منذ يوم مولده يوسوس له ويدفعه إلى المعاصي فهو موجود خارج الجسد يتابع الانسان في كل مكان وأوان يعرف عن الانسان التابع له كل شيء نتيجة مصاحبته له، وله دور كبير في الإصابة بالأمراض الروحية.
الأدلة على وجوده:
في القرآن الكريم:
ذُكر القرين في القرآن الكريم في عدة مواضع منها:
- في سورة الزخرف آية 36: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ).
- في سورة النساء آية 38: (وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا).
في السنة النبوية:
- حدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع قالا حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن صدقة بن يسار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ﷺ قال: إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين.
- حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير.
- قول النبي ﷺ: ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير.
وهما روايتان مشهورتان فمن رَفَعَ الميم (في كلمة أسلم) قال معناه أسلم أنا من شره وفتنته ومن فتح الميم قال أن القرين أسلم (أي من الإسلام) وصار مؤمنا لا يأمرني إلا بخير.
والأرجح هو رفع الميم كما ذكر الخطابي ورجحه القاضي عياض.
التسميات
العالم الاخر