الجانب السيكولوجي للمراهقة.. التذبذب النفسي بين مراحل الشعور واللاشعور والميل إلى حب الإشباع الغريزي وخاصة الجنسي

إلى جانب النضج الجسمي ففي هذه السنّ من العمر يدخل الإنسان مرحلة النضج العقلي حيث يصبح أكثر وعيا بمحيطه.
وهنا يصطدم بإشكالية التذبذب النفسي بين مراحل الشعور واللاشعور كما حددها فريد في التحليل النفسي فيعيش الإنسان في هذه المرحلة صراعا داخليا وخارجيا بين ثلاث حالات هي "الأنا" و" الأنا الأعلى" و"الهو".
الهو هو الذي يمثل العواطف والدوافع الغريزية ويجلب الإنسان إلى حب الإشباع الغريزي وخاصة الجنسي منه فهي حالة لا شعورية خالصة وفي نفس الوقت يجد نفسه يعيش تحت سلطة الأبوين والمجتمع الذي يفرض عليه نمطا حياتيا محددا وقيما أخلاقية معينة وهو الأنا الأعلى.
مع كل هذا الأنا يكون حاضرا هو الآخر يمثل الشعور, العقل, التفكير السليم والذي يحاول التوفيق بين الحالتين المتناقضتين السالفي الذكر.
إذ يجد المراهق نفسه لعبة في أيادي مختلفة كل يملي عليه نمطا معينا بين تغليب شهواته التي تفرض نفسها وبين قراءة حساب للمجتمع الذي هو الأب والشارع والمربي بالمعهد، وبين التظاهر أمام غيره بحب التفوّق.
ومع كل هذا لا ننسى الطريقة التربوية التي أخذها وهو طفل والتي بالضرورة لا نستطيع فصلها عن ما بعدها أكيد أن لها انعكاس على مرحلة المراهقة.
فقد تكون تربية قوة مثلا لأن والده عسكري، وقد تكون تربية ميوعة لأن الأب مطلق أو متوفى وغير ذلك من الحالات المتناقضة أمام كل هذه المتغيرات أعتقد أننا لا نستطيع أن نلوم المراهق على ما فعله ونحاسبه بعسر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال