حالات وجوب تأخر الحال عن صاحبها.. أن تكونَ هي المحصورة أو جملةً مقترنةً بالواو أو صاحبُها مجروراً بالإضافة

حالات وجوب تأخر الحال عن صاحبها:

تتأخرُ الحال عن صاحبها وجوباً في ثلاثة مواضع:

1- أن تكونَ هي المحصورة:

نحو: "ما جاء خالدٌ إلا ناجحاً. وإنما جاء خالدٌ ناجحاً".
تقول ذلك إذا اردت أن تحصُرَ مجيء خالدٍ في حالة النجاح.
ومنه قولهُ تعالى: {وما نُرسِلُ المُرسلين إلا مبشّرينَ ومنذِرينَ}.

2- أن يكون صاحبُها مجروراً بالإضافة:

نحو: "يُعجبُني وُقوفُ عليٍّ خطيباً. وسرَّني عملُك مخلصاً".
أما المجرور بحرف جرٍّ أصلي، فقد منعَ الجمهورُ تقدُّمَ الحال عليه.
فلا يقالُ: "مررتُ راكبةً بسعادَ وأخذتُ عاثراً بيدِ خليلٍ".
بل يجب تأخيرُ الحال. وأجاز تقدُّمَهُ ابنُ مالك وغيرهُ.
وجعلوا منه قوله تعالى: {وما أرسلناكَ إلا كافَّةً للناس}.
وجعلَ بعضُهم جوازَ تَقدُّمها عليه مخصوصاً بالشعر، كقول الشاعر:
إذا الْمَرءُ أَعيَتْهُ المُرُوءَةُ ناشئاً + فَمَطْلَبُها كَهْلاً عَلَيْهِ عَسِيرُ

وقولُ الآخر:
تَسَلَّيْتُ طُرًّا عَنْكُمُ بُعْدَ بَيْنِكُمْ + بِذِكْراكُمُ، حَتَّى كَأَنَّكُم عِنْدِي
وقول غيره:
لَئنْ كانَ بَرْدُ الْمَاءِ هَيْمانَ صادِياً + إليَّ حبِيباً، إِنَّها لَحَبِيبُ
وقولُ الآخر:
غافلاً تَعْرِضُ الْمَنِيَّةُ لِلمَرْ + ءِ فَيُدْعَى، ولاتَ حِينَ نِداءِ
أمّال المجرور بحرفِ جرٍّ زائد، فلا خلافَ في جواز تقدُّمِ الحالِ عليه، لأن حرفَ الجرِّ الزائد كالسّاقطِ فلا يُعتدُّ به، نحو: "ما جاء راكباً من أحدٍ. وكفى صديقاً بِكَ".

3- أن تكون الحالُ جملةً مقترنةً بالواو:

نحو: "جاء عليٌّ والشمسُ طالعة".
فإن كانت غيرَ مُقترننة بها جاز تأخيرُها وتقديمها.
فالأولُ نحو: "جاء خليلٌ يَحمِلُ كتابهُ".
والثاني نحو: "جاء يحملُ كتابَهُ خليلٌ".
وأجاز قومٌ تقديمَها وهي مُصَدَّرةٌ بالواو.
والأصح ما ذكرناه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال