نائبُ الظَّرْفِ (المفعول فيه):
ينوبُ عن الظّرفِ - فيُنصَبُ على أنهُ مَفعولٌ فيهِ - أحد ستةِ أشياءَ:
1- المُضافُ إلى الظرفِ:
ممّا دَلَّ على كُليّةٍ أو بعضيّة، نحو: "مشيتُ كلَّ النهارِ، أو كلَّ الفَرْسخِ، أو جميعَهُما أو عامّتهُما، أو بَعضَهما، أو نصفَهُما، أو رُبعَهُما".
2- صِفتُهُ:
نحو: "وقفتُ طويلاً من الوقت وجلستُ شرقيَّ الدار".
3- اسم الإشارة:
نحو: "مشيتُ هذا اليومَ مشياً مُتعِباً. وانتبذت تلكَ الناحية".
4- العدَدُ الممَيّزُ بالظرفِ، أو المضافُ إليه:
نحو: "سافرتُ ثلاثين يوماً. وسرتُ أربعين فرسخاً. ولزمتُ الدارَ ستةَ أيام، وسرت ثلاثة فراسخَ".
5- المصدرُ المتضمنُ الظّرفِ:
وذلك بأن يكون الظرف مضافاً إلى مصدر، فيُحذَفُ الظّرفُ المضاف، ويقوم المصدرُ (وهو المضاف إِليه) مَقامَهُ.
نحو: "سافرتُ وقتَ طلوعِ الشمس".
وأكثرُ ما يُفعلُ ذلك بظروف الزمان، بشرط أن تُعيَّن وقتاً أو مقداراً.
فما يُعيّن وقتاً مثل: "قَدِمتُ قدومَ الرَّكبِ. وكان ذلك خُفُوقَ النّجمِ. وجئتكَ صلاةَ العصرِ".
وما يُعيّنُ مقداراً مثل: "انتظرتُكَ كتابةَ صفحتينِ، أو قراءَةَ ثلاثِ صفحاتٍ. ونمتُ ذهابَكَ إلى دارِكَ ورُجوعَكَ منها. ونَزَلَ المطرُ ركعتينِ من الصلاة. وأقمت في البلد راحةَ المسافرِ".
وقد يكون ذلك في ظروف المكان.
نحو: "جلستُ قربَكَ. وذهبتُ نحوَ المسجدِ".
6- ألفاظٌ مسموعةٌ:
توسعُوا فيها، فنصبوها نصبَ ظروفِ الزمانِ، على تضمينها معنى (في).
نحو: "أحقّاً أنك ذاهبٌ؟". والأصل "أفي حَقّ؟".
وقد نُطِقَ بفي في قوله:
أَفي الْحَقِّ أَني مُغْرَمٌ بِكِ هائِمٌ + وأَنَّكِ لا خَلٌّ هَواكِ وَلا خَمْرُ
ونحو: "غيرَ شَك اني على حقٍّ. وجهَدَ رأيي أنكَ مُصيبٌ. وظَنّ مني أنكَ قادمٌ".
فائدة:
اعلمُ أنَّ ضميرَ الظّرفِ لا يُنصَبُ على الظرفيّة، بل يجبُ جرهُ بفي نحو "يومَ الخميسِ صُمتُ فيه"، ولا يُقالُ: "صُمتُهُ"، إلا إذا لم تضمّنهُ معنى (في)، فلكَ أن تنصبه بإسقاط الجارِّ على أنهُ مفعولٌ به تَوَسُّعاً، نحو: "إذ جاءَ يومُ الخميسِ صُمتُهُ"، ومنه قول الشاعر: "ويومٍ شَهِدناهُ سُليماً وعامراً".
فقد جعل الضمير في "شهدناه" مفعولاً به على التوسع باسقاط حرف الجر.
والأصل "ويوم شهدنا فيه عامراً وسليماً".
التسميات
المفعول فيه