إن الرواية الواقعية النقدية الأوربية التي يمثّلها بلزاك لم تستطع أن تقدم صورة لإمكانية التحول الاجتماعي في الواقع الأوربي، واكتفت بانتقاد الواقع وإبراز عيوبه العميقة المتصلة بطبيعة الصراع بين الطبقات الاجتماعية، دون أن تتمكن من إدراك صورة مستقبل العلاقات الإنسانية في ظل المجتمع الأوربي، حتى جاءت الواقعية الاشتراكية فأنجزت ما عجزت عنه الواقعية النقدية.
كذلك يمكن تطبيق هذه المقولة على الرواية العربية، ومنها المغربية.
غير أن هذه المقولة سقطت حين تبيّن أن بلزاك كان على حق حين اكتفى برصد الصراع الاجتماعي، وبإظهار العيوب التي تأصلت في الواقع الأوربي، لأنه لم يجد في الواقع الذي رصده أي مبرر للتفاؤل "الزائف" بإمكانيات التحول الاجتماعي، أو التبشير بمجتمع قريب التشكل تسود فيه العدالة الاجتماعية. فهل في المجتمعات العربية ما يسوّغ هذه المقولة؟
إن مطالبة الروائي بتجديد تصوراته المستقبلية تعتبر دفعاً صريحاً له بأن يتخذ موقفاً إيديولوجياً مباشراً. ومثل هذا الموقف المباشر سيكون على حساب فنية الرواية.
التسميات
دراسات روائية