صياغة غولدمان لأسس المنهج البنيوي التكويني.. النتاج الأدبي ليس انعكاساً بسيطاً للوعي الجماعي الواقعي المرتبط بالأعمال الإبداعية الفردية

تتجلى صياغة غولدمان لأسس المنهج البنيوي التكويني في:
1- إن النتاج الأدبي ليس انعكاساً بسيطاً للوعي الجماعي الواقعي، ولكنه تعبير عن الطموحات التي ينزع إليها وعي الجماعة التي يتحدث الأديب باسمها.
وهذا لا يعني ربط العلاقة بين الإنتاج الأدبي والوعي الجماعي (الكائن) ولكن ربطه بالوعي الجماعي (الممكن).
2- إن العلاقة الموجودة بين الوعي الجماعي والأعمال الإبداعية الفردية لا تكمن في شكل تطابق تام في المحتوى، ولكنها تتجلّى في نوع من التطابق على مستوى البنيات.
وهذا ما يُعطي للعمل الفني نوعاً من الاستقلالية النسبية.
فمضمونه السطحي ليس مطابقاً بالضرورة لمضمون فكر الجماعة التي يعبر عنها.
ولكنه يتخذ صياغة تبدو متميزة عما يجري في الواقع.
ذلك أن المبدع يصوغ عالماً من العلاقات التي تدخل في نطاق التركيب الخيالي.
وتحليل هذا العالم يكشف أن له بنية عميقة مقاربة لبنية تفكير الجماعة التي يعبر عنها المبدع.
وهذا ما يفسر أهمية التحليل البنيوي للأعمال الأدبية، إذ بدون هذا التحليل لا يمكن التوصل إلى المضمون العميق، لأن هذا المضمون هو وحده الذي يمكن مقارنته بالفكر الجماعي الموازي له.
3- إن المناخ الإبداعي الذي يقابل بنية فكرية لجماعة ما يمكن أن يكون من إبداع فرد ليست له إلا علاقة طفيفة مع هذه الجماعة.
ومع ذلك فالخاصية الاجتماعية لهذا لمؤلف تكمن في أن الفرد ليس بمقدوره أن يضع من تلقاء نفسه بنية فكرية منسجمة تقابل ما يُدعى بـ(رؤية العالم).
فمثل هذه البنية لا يمكنها أن تكون إلا من إبداع الجماعة.
4- إن الوعي الجماعي ليس حقيقة أولية، ولا هو حقيقة مستقلة.
إنه وعي يتكوّن ضمنياً من خلال السلوك العام للأفراد المساهمين في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال