مفهوم التقاطب في الفضاء الروائي.. البناء النظري الذي تستند إليه التقاطبات المكانية في اشتغالها داخل النص

بعد (لوتمان) أقام (جان فيسجر) Weisgerber في كتابه (الفضاء الروائي) 1978 البناء النظري الذي تستند إليه التقاطبات المكانية في اشتغالها داخل النص، وذلك عن طريق إرجاعها إلى أصولها المفهومية الأولى.

وميّز بين التقاطبات التي تعود إلى مفهوم الأبعاد الفيزيائية الثلاثة: مثل التعارض بين اليمين واليسار، وبين الأعلى والأسفل، وبين الأمام والخلف.

كما أبرز التقاطبات المشتقة من مفاهيم المسافة، والاتساع أو الحجم والتي تشكل ثنائيات ضدية (من مثل: قريب/ بعيد، صغير/ كبير، محدود/ لا محدود...)، وتلك المستمدة من مفهوم الشكل (دائرة/ مستقيم) أو الحركة (جامد/ متحرك، أفقي/ عمودي) أو الاتصال (منفتح/ منغلق، مسكون/ مهجور) أو الإضاءة (مضاء/ مظلم، أبيض/ أسود).

وهذه التقاطبات لا تُلغي بعضها بعضاً، وإنما تتكامل فيما بينها، لتقدم مفاهيم تساعد على فهم كيفية اشتغال المادة المكانية في الحكي.

وهكذا أظهر مفهوم (التقاطب) كفاءة إجرائية عالية عند العمل به على الفضاء الروائي المتجسد في النصوص، وذلك بفضل التوزيع الذي يجريه للأمكنة والفضاءات، وفقاً لوظائفها وصفاتها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال