المكان في ثلاثية نجيب محفوظ.. الأشياء غائبة عند نجيب محفوظ وحضورها لا يعتبر امتداداً للشخصيات

استخرجت الباحثة من (الثلاثية) ما يقرب من أربعين مقطعاً وصفياً يتناول وصف المكان: أقصرها سطران في: (السكرية ص129)، وأطولها ثلاثة وعشرون سطراً في: (بين القصرين ص19).

ويقوم (الوصف) على مَبْدَأَيْ: الاستقصاء، والانتقاء.
ويراوح الأدباء بينهما.
فبعضهم يلتزم بالأول: وبعضهم بالثاني.

وقد حدثت الباحثة عن أهمية وصف المكان (طبيعته، ووظيفته، وعلاقات الوصف بالسرد، وتقنية الوصف عند نجيب محفوظ).

كما تحدثت عن (الأشياء) في الرواية: الأثاث، والمأكل، والمشرب، والصور الوصفية للطبيعة، ودلالاتها، مستمدة من (الثلاثية) أمثلة على ما تذهب إليه، ومقارنة مع أدباء غربيين واقعيين.

وقد لاحظت أن (الأشياء) غائبة عند نجيب محفوظ، وأن حضورها لا يعتبر امتداداً للشخصيات، وأن عرضها لا ينسجم والأحداث المعروضة، وأن فضاءها ثابت لا يتغير بتغير الأزمان. وكذا أنواع الأطعمة والأشربة والألبسة، فانتهت إلى أن (المكان) في الثلاثية يمثل (الثابت)، وإلى أن (الزمان) فيها يمثل (المتغير).

وهي بذلك متأثرة بميشيل بوتور M. Butor، أحد فرسان الرواية الجديدة في فرنسا، وبرأيه في الفضاء الروائي، وبفلسفته في ذكر المدن والأحياء والبيوت والغرف والأثاث في الرواية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال