يرى غولدمان أن خيبة الأمل التي تعرضت لها فئة الجانسينية هي التي أدت إلى تشكيل الإيديولوجيا الجانسينية التي ترفض قيم هذا العالم لأنها مشينة، وتتجه نحو الله، مما يجعل الإنسان قلقاً دائماً، ويشكّل عنده حسّ المأساة. وقد تأثر بهذه الإيديولوجيا أو الرؤية باسكال في (خطراته) وراسين في (مسرحياته) التي قامت على الرفض الكامل لقيم هذا العالَم. والاتجاه هو الهدف الأسمى (الله). وهذا ما يتجلّى في مسرحيات: (اندروماك) و(بريتا نيكوس) و(برينيس). أما مسرحيات (بايزيد) و(ميتريدات) و(ايفجيني) فإن أبطالها عندما يحاولون الحياة في هذا العالم، ينتهون نهاية مأساوية. وأما مسرحية (فيدر) فتروي قصة الوهم الذي يراود البطل المأساوي، حيث يشعر بأنه يمكن أن يعيش في هذا العالَم ويفرض قيمه عليه. ولكنه أمل خائب ينتهي إلى اللا جدوى: فالعالم باطل، والله متفرج وصامت. وهكذا يصنّف غولدمان مسرحيات راسين في ثلاثة اتجاهات، تبعاً لعلاقة أبطالها بالله وبالإنسان وبالعالم، ويرى أن الفئة أو الطبقة الاجتماعية هي التي تفرز رؤيتها للعالم من خلال وضعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وأن هذه الرؤية تتجلّى في الأعمال الأدبية والفنية.
التسميات
لوسيان غولدمان