لما كان ياكوبسون هو أكثر الجماعة حلقة براغ اهتماماً بقضايا الشعر، فإننا نعثر في كتاباته على العناصر الأساسية التي تعتبر امتداداً وتنمية لمرحلة المدرسة الشكلانية، وذلك في بحثه (عن الشعر) الذي نشره عام 1933 وقال فيه: "إن الخاصية المميزة للشعر تتمثل في أن الكلمة فيه تتلقى ككلمة، وليس كمجرد محاكاة لشيء محدد، ومن هنا تكتسب الكلمات ودلالاتها ثقلاً وقيمة خاصين بها".
وعلى ذلك فإنه ينبغي تأكيد استقلال لغة الشعر، وتحديد الطريقة التي يتم بها تحليلها تحليلاً وصفياً باعتبارها عملاً فردياً مبدعاً يؤدي إلى إنتاج لغة تعتبر بدورها جزءاً من التقاليد الشعرية.
ثم تُدرس نتائج هذا التحليل في إطار أوسع يشمل جميع ارتباطاتها التاريخية، بهدف الوصول إلى وحدة الإنتاج الشعري في اللغة.
هذه الوحدة التي كثيراً ما تتوارى في الدراسات التقليدية التي تفصل بين الجوانب الصوتية والصرفية والتاريخية، ولا تدرك أن لغة الشعر إنما تمثل بنية وظيفية لا يمكن فهم عنصر منها خارج نظامها المتكامل، كما أنه لا يمكن وضعها في هياكل وجداول مسبقة ومعرفة وظائفها خارج سياقها.
وعلى حين تقوم لغة النثر بوظيفتها التوصيلية، فإن لغة الشعر تكتسب استقلالاً خاصاً وقيمة مميزة، وتجنح إلى استبعاد عنصر الآلية والمراتب المسبقة، كاشفة بذلك عن نوع خاص من الدلالة الشعرية.
التسميات
مدارس بنيوية