أقسام الزمن السردي عند بوتور.. زمن المغامرة وزمن الكتابة وزمن القراءة

كان بوتور قد سبق وصنّف الزمن في الرواية في ثلاثة أزمنة هي:
- زمن المغامرة.
- زمن الكتابة.
- زمن القراءة.

فالكاتب قد يوجز أحداثاً وقعت في سنتين (زمن المغامرة) ليستغرق في كتابتها ساعتين (زمن الكتابة) بينما تقرؤها في دقيقتين (زمن القراءة) (ميشيل بوتور، مقالات حول الرواية -غاليمار- باريس 1964 ص118.

فالزمن في الرواية يعد واحدا من اهم العناصر التي تشكل العمل السردي ويعد اكثر الانواع الادبية التصاقا بالزمن) اذ ان احداث كل قصة لابد لها من زمن تجري فيه تلك الاحداث فهو عنصر اساسي في السرد الروائي وهو محوري تترتب عليه عناصر التشويق والاستمرار كما انه نسبي يختلف من شخصية الى اخرى.

ومع ذلك فانه ليس للزمن وجود مستقل في الرواية وانما هو يتخللها كلها بغض النظر عما اذا كان هذا الزمن حقيقي او متخيل إذ أن مدى واقعية الزمن وحقيقته لا اثر لها في تشكيل العمل الفني بيد أننا لابد ان نشير هنا الى الزمن في القصة يعد زمنا متخيلا في ذهن المؤلف يستمد حقيقته من خلال العمل القصصي.

والزمن في الرواية عادة ما يتخذ نظاما خاصا بها ولايسير على خط الزمن في العالم الخارجي اي الزمن الخطي المتعاقب وانما هناك مجموعة من الوسائل التي يلجأ اليها القاص في تشكيل زمنه لخلق حالة من التشويق والاثارة في ذهن المتلقي فنجد القصص عادة ما يرد فيها الزمن التعاقبي بصفته التتابع المنطقي للزمن كما هو في الواقع الخارجي.

ولكن هذا التتابع عادة ما يكسر بأنماط اخرى من التوظيف الزمني وهي ما يسميها جيرار جينت المفارقة الزمنية من خلال استعمال نمطي الاستباق والاسترجاع لإضفاء التشويق على القصة.

فنجد القاص يلجأ احيانا الى الاستباق اي ذكر احداث مستقبلية نسبة الى الحدث المسرود في اللحظة الحاضرة وفي احيان اخرى يلجأ الى الاسترجاع اي استعادة احداث من الزمن الماضي بالنسبة الى الحدث المسرود في اللحظة الحاضرة.

وبناء على هذا فان كل نص قصصي يضم انماطا عديدة من الازمنة قد تختلف من حيث نوعها وعددها من نص الى اخر ولكن بناءها يختلف وعلى نوعية البناء يتوقف بناء الزمن وتنوعه فيه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال