تجربة (مالرو) الروائية عند لوسيان غولدمان.. الالتقاء بالإيديولوجية الشيوعية وزوال البطل الإشكالي واستبدل الشكل الروائي بشكل ملحمي غنائي

تحظى تجربة (مالرو) الروائية باهتمام غولدمان، فيصنّفه في المرحلة الاحتكارية التي يذوب فيها الفرد. والبطل الروائي عند مالرو شاهد على هذه المرحلة. ويلاحظ (غولدمان) أن مالرو مرّ بأربع مراحل:
1 ـ مرحلة غياب القيم في أوروبا الغربية، وتمثّلها كتبه: (المملكة الغريبة)، و(أقمار من ورق)، و(تجربة الغرب). وبسبب هذا الموقف السلبي تجاه الغرب رفض غولدمان اعتبار هذه "الكتب" روايات حقيقية مادامت لا تعترف بوجود البطل فيها.
2 ـ مرحلة عبّر فيها مالرو عن مواقف إيجابية، وطوّر أبطالاً إشكاليين في رواياته: (الغزاة) و(الطريق الملكية) و(الوضع البشري). ويعزو غولدمان هذا التحول عند مالرو إلى التقائه بالإيديولوجية الشيوعية التي بدت لـه آنذاك وكأنها الحقيقة الوحيدة في عالم يضمحل ويتلاشى. وأبطال هذه المرحلة ثوار مناضلون، وقد ربطوا مصيرهم بحركة التاريخ.
3 ـ مرحلة تقبّل فيها مالرو الإيديولوجية الشيوعية دون تحفظ، مما أدى إلى زوال البطل الإشكالي. واستبدل الشكل الروائي بشكل ملحمي غنائي. وقد تجلّى هذا في روايته: (زمن الاحتقار)، و(الأمل).
4 ـ مرحلة انفصل فيها مالرو عن الشيوعية الرسمية التي اعتبرها (إيديولوجية دولة) فكتب (أصوات الصمت) التي تنصّ على أن كل فكرة حول القيمة الإنسانية قد زالت. و(أشجار الجوز في ألتنبرغ) التي يمكن تصنيفها بين الرواية والكتاب النظري.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال