لعل أهم ما جاء به الشكلانيون الروس في مجال السرد هو نظرية (بروب) في (صرف القصة) وما كان لها من أثر كبير في الفكر النقدي المعاصر للرواية.
وهي ترى أن صرف (أو مورفولوجيا) القصة، إنما يدرس الأجزاء التي تتكون منها القصة، وعلاقة هذه الأجزاء ببعضها بعضاً، وبالمجموع.
أو بعبارة أخرى (دراسة بنية القصة).
وقد اختار (بروب) الحكايات الشعبية الروسية، وصنفها في ثلاثة أنواع هي: حكايات العجائب، وحكايات العادات، وحكايات الحيوانات.
ولكنه وجد هذا التصنيف يفتقر إلى معيار ثابت، وأن هناك قيماً ثابتة (كالأعمال، والوظائف)، وأخرى متغيرة (كالأسماء والصفات التي تتسم بها الشخصيات)، وأن المعيار الدقيق هو دراسة القصة انطلاقاً من (وظائف شخصياتها) باعتبارها قيماً ثابتة.
وقد درس (بروب) هذه الوظائف في القصص فوجدها لا تتجاوز إحدى وثلاثين وظيفة هي: (الابتعاد، والتحريم، وارتكاب المحرم، والسؤال، والبيان، والخديعة، والتواطؤ، والحرمان، والتوسط، وبداية العمل المضاد، والرحيل، وعمل الواهب الأول، ورد فعل البطل، وتلقي الشيء المسحور، والانتقال عبر المكان، والصراع، وعلامة البطل، والنصر، وإصلاح الضرر، وعودة البطل، والمطاردة، والنجدة، والوصول غير المتوقع، والأغراض الخادعة، والمهمة الصعبة، والقيام بها، والتعرف، واكتشاف الخديعة، وتحول الشكل، والعقاب، والزواج).
وبهذا وضع (بروب) قانوناً ثابتاً للسرد ما يزال يسترشد به النقد المعاصر.
التسميات
مدارس بنيوية