إلى (تودوروف) يعود الفضل في اشتقاق مصطلح Narratology الذي نحته في عام 1969 للدلالة على الاتجاه النقدي الجديد المتخصص بالدراسات السردية، بيد أن الباحث الذي استقام على جهوده مبحث (السردية) في تيارها الدلالي هو الروسي (بروب).
وقد بحث في أنظمة التشكل الداخلي للخرافة، واستخلص القواعد الأساسية لبنيتها السردية والدلالية، وما لبث أن أصبح تحليله للخرافة مرجعا ملهما للسرديين، فراحوا يتوسعون فيه، ويتحققون من إمكاناته النظرية والتحليلية.
وقد أطلق (روبرت شولز) على هؤلاء (ذرية بروب) وفي طليعتهم: غريماس، وبريمون، وتودروف، وجنيت، وبالتقاطها رأس الخيط من بروب، وسعت ذريته المفهوم بحيث انتهى الأمر به ليشمل كل مكونات الخطاب السردي، فظهرت (السردية الحصرية) التي تطلعت إلى وضع أنظمة تحكم مسار الأفعال السردية، ثم (السردية التوسيعية)، وهدفت إلى اقتراح نماذج قياسية كبرى تستوعب جميع الاحتمالات الممكنة للأفعال داخل العالم السردي للنصوص الأدبية، وحاولت الإفادة من المعيار اللغوي الذي أسس له (دوسوسير) في حقل اللسانيات الحديثة.
فلكي تتمكن الدراسات السردية من معرفة طبيعة الأفعال السردية ينبغي أن تعتمد معيارا قياسيا لذلك.
وانخرط عدد كبير من النقاد في هذين التيارين الكبيرين، الأمر الذي رسخ من مكانة (السردية) وإشاعتها في النقد الحديث.
واعترف بـ (السردية) نقديا حينما أصدر (جنيت) كتابه (خطاب السرد) في عام 1972 وفيه جرى تثبيت مفهوم السرد، وتنظيم حدود (السردية).
التسميات
سرد