الفضاء الروائي والفضاء الطباعي.. المكان المادي الوحيد في الرواية المظهر التخييلي أو الحكائي والفضاء النصّي

(الفضاء الروائي)، مثل المكوّنات الأخرى للسرد، لا يوجد إلا من خلال اللغة، فهو فضاء لفظي يختلف عن الأماكن التي ندركها بالبصر أو بالسمع كما في المسرح أو السينما، وتشكّله من الكلمات يجعله يتضمن كل المشاعر والتصوّرات المكانية التي تستطيع اللغة التعبير عنها. ولما كانت الألفاظ قاصرة عن تشييد فضائها الخاص بسبب طابعها المحدود والناقص بالضرورة، فإن ذلك يدعو الراوي إلى تقوية سرده بوضع طائفة من الإشارات وعلامات الوقف في الجمل داخل النص المطبوع. وهكذا فنتيجة التقاء فضاء الألفاظ بفضاء الرموز الطباعية ينشأ فضاء جديد هو الفضاء الموضوعي للكتاب. أي فضاء الصفحة والكتاب بمجمله، والذي يعتبر المكان المادي الوحيد الموجود في الرواية، حيث يجري اللقاء بين وعي الكاتب ووعي القارئ. وهكذا أصبح لدينا فضاءان: الفضاء الروائي (وهو المظهر التخييلي أو الحكائي)، والفضاء الطباعي (أو الفضاء النصّي).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال