مستويات تحولات وجهة النظر في الخطاب الروائي عند أوسبنسكي.. المستوى الإيديولوجي. التعبيري. المكاني/ الزماني. السيكولوجي

في مطلع السبعينات طرح الباحث السوفييتي أوسبنسكي (وجهة النظر) بطرق جديدة، من خلال ما سمّاه (بويطيقا التوليف)، والسعي إلى معاينة المواقع التي يحتلّها المؤلف، من خلال أربع مستويات، هي:
1- المستوى الإيديولوجي.
2- المستوى التعبيري.
3- المستوى المكاني/ الزماني.
4- المستوى السيكولوجي.

وعلى أساس هذه المستويات أقام ثنائية أساسية تتعلق بوجهة النظر الداخلية أو الخارجية: فعلى صعيد (المستوى الإيديولوجي) يتم التركيز على التقويم الإيديولوجي، من خلال (مواقع) مجردة، تقع خارج الكتاب، أو حسب رؤية شخصية موجودة في العمل المحلل.

في الحالة الأولى نجدنا أمام وجهة نظر إيديولوجية خارجية حيث الراوي خارج القصة.

أما في الحالة الثانية فالوجهة داخلية، لأن الراوي شخصية مشاركة، والتمييز هنا يتم على أساس التقابل بين داخل العالم الروائي وخارجه.

وفي (المستوى التعبيري) بحث أوسبنسكي عن تحولات وجهة النظر، والانتقال من وجهة نظر إلى أخرى، كما بحث في العلاقات التي يقيمها الراوي مع خطاب الشخصيات، ويحددها في وجهتي نظر:

- في الأولى يأخذ الراوي وضع الملاحظ الموضوعي، فينقل خطاب شخصياته بكل جزئياته.
ونحن هنا أمام وجهة نظر خارجية.

- وفي الثانية يأخذ الراوي وضع المقرر الذي يتبنى وجهة نظر داخلية، لأن الراوي هنا لا يركز على جزئيات الخطاب، ولكنه يتدخل فيه عن طريق التفسير والتوضيح.

وفي (المستوى المكاني/ الزماني) يعاين موقع الراوي مكانياً وزمانياً من القصة وشخصياتها، ويحدّده بناء على تقسيمه إلى داخلي وخارجي.

وفي (المستوى السيكولوجي) يحدّده من خلال أربعة أنماط سردية تقوم على أساس مقولتين سرديتين، هما: وجهة نظر ثابتة أو متحوّلة، ووجهة نظر داخلية أو خارجية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال