الفلسفة عند ألان جيرانفيل.. ممارسة الفلسفة تستوجب بالفعل قصدية حاضرة في السؤال الفلسفي ذاته الذي يفترض مسبقا شكا في الجواب باعتباره معرفة

 "تشكل الفلسفة بدون شك... رغبة في المعرفة و في الحكمة.
ويمكن أن نقبل الفكرة التي تقول "إن الشخص الذي يطرح سؤالا فلسفيا ما يريد من وراء ذلك التوصل إلي المعرفة.
ولكن سؤالا مثل" أين توجد المحطة؟" لا يبدو إجمالا سؤالا فلسفي ذلك لأن الممارسة الفلسفية بالفعل قصدية حاضرة في السؤال ذاته...
ولا يمكن لأي سؤال أن يكون في ذاته فلسفيا بدون هذه القصدية...
إن السؤال الفلسفي يفترض مسبقا شكا في الجواب باعتباره معرفة... إن السؤال الفلسفي الذي قلنا سابقا إنه يتخذ المعرفة كموضوع له يفترض في الواقع أن المعرفة مستحيلة أو على الأقل أن هناك معرفة مزعومة معرفة في الواقع ليست معرفة.
والنتيجة هي أن السؤال الفلسفي باعتباره سؤالا لا يمكن أن يطرح على الشخص الذي يعرف أي على من يمتلك المعرفة.
إن الفلسفة هي قبل كل شيء شك في امتلاك المعرفة...
إن الإنسان الذي يطرح عليه السؤال الفلسفي هو ذاك الذي يعتقد أنه يمتلك المعرفة والسؤال الفلسفي يحطم هذا الاعتقاد البديهي.
إن السؤال الفلسفي هو تساؤل و ليس مجرد سؤال.
إن السؤال المنفرد لا يكفي وحده لكي يشكل سؤالا فلسفيا، إذ يجب على السؤال الفلسفي أن يكرر لا بمعنى تكرار نفس السؤال... بل بمعنى تكرار سؤال آخر ينتمي إلي نفس التساؤل الفلسفي.  
ما هو الطابع العام للجواب الفلسفي؟ يجب على هذا الطابع العام أن يصدر عما سبق قوله عن التساؤل الفلسفي.
أولا يجب على الجواب أن يقدم ذاته كمعرفة ما دام موضوع السؤال الفلسفي هو المعرفة.
بعد ذلك يجب أن يكون مرتبطا بالشك الذي يكون في الآن نفسه قبليا و شاملا على الدوام لكل ما سيقال، أي لهذه المعرفة التي سيحملها الجواب بالضبط.
وأخيرا يجب أن يتمفصل بشكل دقيق و برهاني ما دام السؤال الفلسفي غير منعزل، وما دام التساؤل الفلسفي يقتضي استعادته باستمرار حتى يتم التوصل إلى مبدأ أول.
إن الطابع العام للجواب الفلسفي، إذا، هو أن يظهر في شكل ما يسمى عادة بالخطاب...
ويجب أن نؤكد على أنه لا يمكن أن يوجد خطاب واحد بدون تنوع الخطابات الفلسفية...
ولا يمكن لأي خطاب أن يكون منعزلا.
إن الخطاب يحمل دائما إجابة ما. بهذا المعنى, لا يوجد خطاب فلسفي واحد، بل توجد خطابات فلسفية عديدة".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال