المدرس ونقد المنهاج الدراسي.. تشخيص الاختلالات ضرورة إبستيمية وديداكتيكية في الأداء الصفي للمدرس التربوي التعليمي

نقد المنهاج الدراسي مهمة من مهام المدرس، إذ به يستطيع في الحدود الضيقة و المساحات المنحصرة الوعرة تحديد مطابقة المادة العلمية المدرسة للأهداف الإجرائية، في مستوى التدريس الصفي من جهة أولى، ومن جهة ثانية به يمكن تقويم مدى تحقيق الأهداف العامة لمنهاج عبر المسلك المنهجي المطروح فيه والأدوات والمعينات المرصودة.
وكثيرا ما تعتري المنهاج الدراسي اختلالات في البنية و الموضوع، حيث إن لم يمتلك المدرس التفكير النقدي، والرؤية النقدية الشمولية لوظيفته التربوية التعليمية، لا يمكنه تحديد مواطن الخلل الموجودة في المنهاج الدراسي سواء في مادته أو منهجيته أو معاينته البيداغوجية أو أهدافه أو استراتيجياته.
لذا لا بد من إغناء برنامج التكوين الأساسي بمراكز تكوين المعلمين والمعلمات والأساتذة بأساليب النقد، ونظرياته، وتكوين الحس والتفكير النقديين السليمين لدى المدرس، وإن لم يتأت ذلك فعلى الأقل استحضاره في التكوين المستمر والتكوين عن بعد للمدرس.
فغالبا ما يكون المنهاج الدراسي معوقا في الأداء الصفي، ويكون ناتج التعليم هزيلا ضعيفا، ولا تتحقق معه الأهداف بمختلف مستوياتها، وبفشل المنهاج الدراسي في تحقيق السياسة التربوية التعليمية، وغاياتها و مراميها.
ونرجع ذلك إلى المدرس بالدرجة الأولى أو إلى أسباب خارجية دون أن ندري المصدر الحقيقي للفشل، ويكون كلامنا و حديثنا في هذه الحالة عاما وغير علمي، وغير دقيق بل غير مسؤول.
مما يصعب مهمة التشخيص و إيجاد الحلول المناسبة والناجعة. فتشخيص اختلالات المنهاج الدراسي المتنوعة ضرورة إبستيمية وديداكتيكية في الأداء الصفي للمدرس التربوي التعليمي، ولا تتم إلا من خلال رؤية نقدية علمية موضوعي له.
لذا نتساءل:
- هل مدرسنا و مربينا يمتلك الفكر النقدي و أدواته الإجرائية اتجاه المنهاج الدراسي؟
- وكيف يوظفه؟
- وأين يتجلى هذا التوظيف؟...
أحدث أقدم

نموذج الاتصال