الراوي بضمير المتكلم عند تودوروف.. بطل يروي قصته لكنه ليس تماماً البطل

الراوي بضمير المتكلم، هو عادة بطل يروي قصته، لكنه ليس تماماً البطل، ذلك أن الراوي هو مَنْ يتكلم في زمن حاضر عن بطل كأنه هو الراوي. وقد وقعت أفعاله في زمن مضى.

أي لئن كان الروي هو البطل فإن ثمة مسافة زمنية بين مكانه وما أصبحه، أي بين البطل الشخصية في الزمن الماضي والراوي في الزمن الحاضر.

وعليه لا يعود الراوي هو (البطل) وليست الرواية (سيرة ذاتية) بل هي سرد يستخدم تقنية الراوي بضمير الأنا ليتمكن من ممارسة لعبة فنية تخوّله الحضور.

ومثاله من رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) حيث يقول: (عدت إلى أهلي يا سادتي بعد غيبة طويلة. سبعة أعوام على وجه التحديد. كنت أتعلم في أوربا. تعلّمت الكثير وغاب عني الكثير).

في هذه البداية يقيم الراوي الذي يروي بضمير (الأنا) المسافة الزمنية التي تخوّله الرواية عن نفسه.

هذه المسافة هي مسافة التحوّل والانتقال لشخصه، وهي مسافة محددة بمدة من الزمن، وبأحداث جرت، ولولا ذلك لما كان من سبب يدفع الراوي لأن يروي عن نفسه.

وهكذا تحكي الشخصية عن نفسها، وتصير راوية، وهي ترى معاناة التحوّل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال