إن تأثير هزيمة حزيران، يقول الدكتور عبد الرحمان منيف، على الرواية العربية يتبدى في مظاهر أساسية:
- أولا: أصبحت الأمثلة المحرقة والمحرجة هي أسئلة الرواية الأساسية، إذ بعد روايات الواقعية البسيطة خلال فترة معينة خاصة في الخمسينيات.
وبعد الموجة الوجودية خاصة في الستينيات جاءت هزيمة حزيران لتعلن إفلاس هاتين الموجتين ولتطرح بدلا عنهما رواية الهم القومي والصراع الطبقي والقمع والديكتاتورية والقضايا الأخرى الساخنة.
- ثانيا: تراجع أو سقوط الأفكار والصيغ والقناعات التي كانت سائدة قبل الهزيمة وتعبر المناخات السياسية والنفسية للجماهير وللأنظمة الحاكمة.
إذ ظهر الرفض والنزق من جانب المحكومين، وبرز الخوف والقمع من جانب الحاكمين، كما انقطع الحوار بين الطرفين من أجل التواصل أو البحث عن تسوية.
لقد أصبح "اللاشعور العربي" هو مجال الرواية العربية بامتياز، تستكشف خباياه المظلمة، لاشعور عربي ترغل بنيته العميقة بتناقضات تتحكم في ذهنية العربي وتوجه تصرفاته اليومية، تناقضات لاشعورية عبر عنها أبو علي ياسين بالثالوث المحرم.
هناك إذن، نوع من التوتر Tension بين الأنا الكاتب والواقع (المرجع) بين هذا الموجود سلفا Le Déja la وهذه الذات الكاتبة التي تريد أن تنهي استمرارية هذا الموجود سلفا ليتحول إلى ماهو أحسن، وفي مقاومته لأي تحول تتوتر العلاقة بينهما.
وتسعى هذه الذات الكاتبة إلى سبره وتفكيكه لفهم هذا الكائن الذي ينتجه ويعيد-إنتاجه في الزمان والمكان بغية البحث -عما يسميه هايدجر- تاريخية historialité الكائن.
التسميات
دراسات روائية