علاقة النص الروائي بالانسجام.. النص ليس وحدة نحوية وإنما دلالية في النظرية الوظيفية التي لا تقف عند حد التحليل اللساني بمعناه التواصلي

علاقة النص الروائي بالانسجام:

اهتم (هاليداي، ورقيّة حسن) في كتابهما (الانسجام في الإنكليزية) 1976 بالنص وعلاقته بالانسجام، فعرّفا النص بأنه (وحدة لغوية في طور الاستعمال- ص 12) وهو ليس وحدة نحوية مثل الجملة مثلاً.
فقد يكون كلمة أو جملة أو عملاً أدبياً.

النص وحدة دلالية:

وبتعبير أعمق (النص وحدة دلالية) إنه وحدة معنى، لا وحدة شكل.
و (المعنى) أو (الدلالة) بُعد أساسي في النظرية الوظيفية التي يُعتبر هاليداي أحد أبرز ممثليها، لأنها لا تقف عند حدّ التحليل اللساني بمعناه التواصلي، بل تتجاوزه إلى اعتبار الوظائف عملية أولى.

وظائف النص:

ويرى هاليداي أن الوظائف ثلاث، هي:
  • الوظيفة التجريبية.
  • الوظيفة التواصلية.
  • الوظيفة النّصية.

الوظيفة التجريبية للنص:

(فالوظيفة التجريبية) تبرز في مضمون الاستعمال، وتتكون من بعدين: بُعد تجريبي يتعلق بتمثيل التجربة التي يعيشها المتكلم في سياق ثقافي واجتماعي معين، وبُعد منطقي يتمّ عبره التعبير عن العلاقات المنطقية المجردة التي تُشتق التجربة منها ضمنياً.

الوظيفة التواصلية للنص:

و(الوظيفة التواصلية) تتصل بالبعد الاجتماعي لوظائف اللغة التعبيرية، وفيها يتم تحديد زاوية المتكلم ووصفه وأحكامه وتشفيره لدور علاقته في المقام وحوافز قوله لشيء ما.

الوظيفة النصيّة للنص:

وأما (الوظيفة النصيّة) فتتضمن الأصول التي تتركب منها اللغة لإبداع النص.
ثم عّمق (هاليداي) تحديده للنص وتحليله في كتابه (اللغة كسيميوطيقا اجتماعية) 1978، إذ لم يعد (الانسجام) عنده هو المركزي، بل جوانبه المحيطة به في إطار علوم إنسانية، وبالأخص السوسيولسانيّات، حيث رأى أن النص مشفّر encoded في جمل، وهو وحدة دلالية، تجعلانه تفاعلاً اجتماعياً و (ترهيناً) للمعنى المحتمل.

العناصر السوسيوسيميوطيقية للنص:

ولما كان النص لا يتحقق إلا في سياق مقام معيّن فإن المقام –كبنية سيميوطيقية- يتشكل من خلال ثلاثة عناصر سوسيوسيميوطيقية متغيرة هي: المجال، والعلاقة، والمنحى.
فـ (المجال) Field هو اتخاذ النص وظيفته الدلالية من خلال الهدف الذي يرمي المتكلم إلى تبليغه.
و (العلاقة) Tenor هي ما بين المتكلم والمستمع.
و (المنحى) Mode هو ما يرمي إلى الإشارة إلى الأداة الرمزية والقنوات البلاغية المستعملة للتواصل. ويربط (هاليداي) كل عنصر بوظيفته:
  • (فالمجال) ترتبط به الوظيفة التجريبية.
  • و(العلاقة) ترتبط بها الوظيفة التواصلية.
  • و(المنحى) ترتبط به الوظيفة النصية.
ومن خلال هذا الربط يقوم هاليداي بتحليل النص وفق هذه الأسس، من خلال الكشف عن (الدلالة) وربطها بالسياق المقامي الذي أُنتجت فيه، انطلاقاً من بُعد التفاعل الاجتماعي وعلاقة النص بأبعاده السوسيولسانية والثقافية والمعرفية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال