واقع الروائي العربي.. مساءلة بنيات التاريخ العربي المكبوتة وامتداداتها العميقة في تاريخ الدولة العربية

إن الروائي العربي اليوم، وهو يقاوم بسيف الكتابة في صحراء التشابه العربي، يعرف بأن إشكاليته الوجودية كذات كاتبة تفكر وتسائل بنيات التاريخ العربي المكبوتة تجد لها امتدادات عميقة في تاريخ الدولة العربية.

يقول الدكتور عبد الله العروي وهو يكشف عن تباعد الدولة في التجربة الإسلامية عن موضوع القيم وعن تعارض قانون الجماعة مع قانون الفرد.

وهكذا فبعد استعراضه لطبيعة الدولة الحديثة في الوطن العربي يجد أن الأمر ظل على حاله في هذه القضية، رغم استعمال بعض المحسنات الإصلاحية من الغرب، إذ يتساءل:

"هل غيرت التنظيمات المبنية على المنفعة كما تبينها العقل البشري نظرة الفرد العربي إلى السلطة؟

هل جعلته يرى فيها تجسيدا للإرادة العامة وتجسيدا للأخلاق كما يقول هيغل بعد ميكافيلي؟

بعبارة أخرى هل جرت في عهد التنظيمات ظروف مواتية لنشأة نظرية الدولة، باعتبارها منبع الخلقية ومجال تربية النوع الإنساني حيث يرتفع من رق الشهوات إلى حرية العقل؟
الجواب عن السؤال هو النفي بالتأكيد.."

إن غياب الحرية كمفهوم تاريخي في تاريخ الدولة العربية جعل من كل محاولة تواجه "المؤسسة الثقافية ونصها الثقافي Texte culturel، أمرا صعبا للغاية ولعل محنة مثقفين كبشار بن برد، وأبي العلاء المعري، وأبي حيان التوحيدي، والسهروردي، وابن خلدون وابن رشد... الخ، قمين بأن يجعل المهتم يفهم محنة المثقف واستئساد العلاقة القائمة بينه وبين المؤسسة الثقافية العربية الكلاسيكية واستمرار هذه المحنة في وقتنا المعاصر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال